أحدث الأخبار
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد

هكذا صنعوا خلودهم

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 28-05-2016


لا زلت مغرمة بالطرق البسيطة والمعقدة، المعروفة، والتي لم تكتشف أسرارها بعد، تلك التي اتبعها الناس عبر القرون لبناء وتدبير وإدارة شؤون معاشهم وحياتهم ومجتمعهم، الذين عرفوا كيف يصطادون السمكة من البحر والذين عرفوا كيف يبنون القصور والمعابد، هنا في الإمارات والمنطقة أو في كل العالم، منتجين بالجهد والإتقان وعبر تلك الأزمنة المتراكمة ما صار يعرف بالحضارة، مؤمنة بأنها وحدها حضارة العمل والإتقان هي ما يبقى ويأخذ طريقه للخلود.

في مختلف شؤون معيشتهم وأعمالهم قديماً كان الناس بحدس وبصيرة يتبعون المعادلة الشهيرة التي تحدث عنها «مالك بن نبي» حين قال إن الحضارة تتحقق بثلاثة أطراف الوقت والموارد والإنسان، وبدون ذلك لن ينتج أي تغيير على الأرض.

إن بناء البيوت من الطين وطلاءها بالجص الأبيض عندنا أو في جزر المتوسط لا يقلان عظمة عن بناء القصور والحدائق والمسلات، وإن صناعة الأواني النحاسية والفخار، وحياكة الصوف، وطريقة إعداد القهوة، وتجفيف السمك وتخزينه لمواسم الحاجة، وتجهيز التمر لمواسم الشتاء الطويلة و...، لا تعتبر قلية أو تافهة أمام صناعة المعابد ونتاجات الفلسفة اليونانية، فهذا وذاك كانا نتاجاً لحضارة الإنسان بشكل أو بآخر، فالحضارة ابنة مكانها ووقتها وإنسانها، الرقص عند الهنود حضارة توازي حلقات الذكر عند سكان مناطق مختلفة في العالم، علينا فقط أن نحترم الإنسان وما يعمل.

وبرغم تطور الحضارة بكل مراحلها حتى مرحلة ثورة التقنيات التي نعيشها اليوم، فإنه لم يندثر ولم تتوقف درجة الإعجاب بتلك النتاجات الحضارية العظيمة أبداً، لماذا؟ لماذا لم يتوقف العالم عن الإعجاب بحضارة قدماء المصريين؟ لماذا هذا الانبهار المستمر بعراقة الفن والمطبخ الهندي، لماذا نقف مشدوهين أمام سور الصين العظيم ؟

لماذا لم ننس أبداً الأبجدية التي نقلها الفينيقيون عبر العالم؟ لماذا نقف بمنتهى الخيبة والحزن أمام هذا التخريب المجاني والخسارة المتقصدة لشواهد وآثار وتاريخ العراق وسوريا واليمن ؟ لماذا يدور رأسنا أمام روائع فناني عصر النهضة في إيطاليا، وما خلفه بنو الأحمر في غرناطة وإشبيلية، وما تركه الأدارسة والموحدون والمرابطون في المغرب، والفاطميون والمماليك في مصر؟

عدم التكرار والخصوصية الفائقة اللذان يميزان كل حضارة في المنطقة وفي العالم مردهما أساساً إلى احترام قيمة الإنسان وعقله وإبداعه، وإلى احترام قيم العمل الثابتة: كالإتقان والجهد المخلص، وإلى تفعيل قيمة الوقت في أقصى حدودها وإلى احترام الموارد المتاحة لنا وعدم العبث بها، بل توظيفها في كل ظرف وفي كل حال، لا فرق بين ثروة اللؤلؤ والنفط والطين والأخشاب (كلها موارد مهمة) تضاف لصلابة الإنسان وعزيمته، خلال زمن أو وقت محدد، لا شيء يمكن إهماله، هذه هي أسس كل الحضارات عبر الزمن.