في الوقت الذي جدد فيه نائب شرطة دبي ضاحي خلفان ومسؤلون آخرون "انتقادهم" العلني للحوثيين، كان الحوثيون يبدون موافقتهم لأول مرة أن يكون لدولة الإمارات دور في اللجنة الأمنية التي ستشرف على تطبيق أي اتفاق بين الحكومة والمتمردين الحوثيين يتضمن تسليم الأسلحة الثقيلة والانسحاب من المدن، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون موقفا حوثيا "مفاجئا"، إذ كانوا يصرون على رفض أي دور لأي دولة شاركت في "العدوان" على اليمن على حد تعبيرهم.
المراقبون اعتبروا هذا القبول تحولا كبيرا في موقف الحوثيين قد يكون خلفه المخلوع على صالح ونجله "أحمد" الهارب في أبوظبي من القضاء اليمني.
و وصف المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، الاثنين، المشاورات اليمنية في الكويت بـ"المعقدة" وبأنها تستغرق وقتاً طويلاً.
جاء ذلك في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لولد الشيخ، بالتزامن مع استئناف الجلسات المشتركة بين وفدي الحكومة والحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الاثنين، عقب عودة الوفد الحكومي للمفاوضات، بعد تعثر دام 6 أيام.
وقال ولد الشيخ في البيان: "المعروف أن مشاورات السلام بشكل عام معقّدة، وتستغرق وقتاً طويلاً، لكني أحث الأطراف على بذل كل الجهود للتوصل إلى حل مستدام بأسرع وقت ممكن".
وأضاف: "كل تأخير أو تراجع أو تغيب عن الجلسات يعيدنا إلى الوراء ويؤخر الحل الذي ينتظره اليمنيون".
من جانبها، أشارت مصادر تفاوضية حكومية لوكالة الأناضول، إلى أن جلستي المشاورات، الصباحية والمسائية، لم تحرزا أي تقدم، واقتصرت على كلمات لرؤساء الوفود ونقاشات عامة حول المرحلة القادمة، من أجل "ردم الهوة" وتقريب وجهات النظر.
فيما قال المتحدث الرسمي للحوثيين ورئيس الوفد التفاوضي، محمد عبد السلام، إن جلسات الاثنين كانت "بروتوكولية" من دون أي نقاش في السياسة.
وذكر القيادي الحوثي، في تصريحات متلفزة، أنهم طالبوا بأن تكون اللجنة الأمنية التي سيوكل إليها مهمة الإشراف على انسحاب الحوثيين من المدن وتسليم السلاح الثقيل للدولة، تحت إشراف حكومة جديدة يطالبون بأن يكونوا شركاء فيها.
والحوثيون والمخلوع صالح مسؤولون عن مقتل نحو 60 جنديا إماراتيا في سبتمبر الماضي عندما قصفوا معسكر صافر بصاروخ إيراني حصلوا على إحداثياته من المخلوع صالح الذي اشترى ولاء بعض القبائل في مأرب. ولم يخف المخلوع والحوثيون مسؤوليتهم بل ذهبوا يتفاخروا في هذه الجريمة في صحفهم بكتابة تعليقات من قبيل "دكا دكا" عن جريمة قصف المعسكر.
وأبوظبي لا تمانع أن يكون للحوثيين أي دور في اليمن معتبرة أنهم جزء من الشعب اليمني، ولكن هذا الموقف تستثني منه المقاومة المحسوبة على التجمع اليمني للإصلاح وتصر على إقصائهم من مستقبل اليمن السياسي.