تجاهل حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، المناشدات التي أطلقها أهالي مدينة الفلوجة بعدم تدخل ميليشيات «الحشد الشعبي» في معركة تحرير الفلوجة من تنظيم الدولة، لتضرب ميليشيات «الحشد» المباني السكنية بصواريخ حملت شعارات طائفية.
وطالب رئيس اللجنة الأمنية في البرلمان العراقي النائب عن محافظة الأنبار حامد المطلك، بوقف القصف الوحشي العشوائي الذي تقوم به الميليشيات التي تحاصر مدينة الفلوجة، ودعا منظمات العالم الدولية للتدخل الفوري لإنقاذ أرواح المدنيين من أهالي الفلوجة الذين سقطوا بالمئات جراء هذا القصف الوحشي.
وقال المطلك إن «الميليشيات التي رفضنا تدخلها في عمليات تحرير مدينة الفلوجة تقوم بعمليات وحشية من خلال قتل المدنيين العزل داخل مدينة الفلوجة جراء القصف المدفعي والصاروخي بالراجمات والقنابل، مما أسفر عن سقوط المئات من المدنيين الذين تعالت صيحاتهم، مطالبين ومناشدين دول العالم للتدخل الفوري وإنقاذ أرواح هؤلاء الأبرياء».
وأضاف: «على القائد العام للقوات المسلحة أن يتدخل فورًا بوقف القصف العشوائي وسحب الميليشيات الطائفية من مدينة الفلوجة، وأن تترك الأمور كلها للجيش والقوات المسلحة. نحن لسنا مستعجلين في تحرير الفلوجة على حساب أرواح الأبرياء من أهلنا المحاصرين داخل المدينة الذين يقدر عددهم بأكثر من 105 آلاف مواطن»،
وقال: «سيتم تحرر الفلوجة في غضون شهر أو شهرين، لماذا هذا الإصرار على حرق المدينة بمن فيها من المدنيين من أجل أن يعلن النصر الذي سنخسر من خلاله آلاف الأرواح من أبنائنا. على القائد العام للقوات المسلحة تدارك الأمور قبل حدوث كارثة إنسانية جديدة بحق أهالي الفلوجة الذين ينتظرون منا تحريرهم من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، لا حرقهم بالنار والقصف ودفنهم تحت حطام البيوت».
من جهته كشفت النائبة في البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار، لقاء وردي، عن وجود رفض كبير من قبل القيادات السياسية في محافظة الأنبار بالسماح لقوات الحشد الشعبي المشاركة في عمليات تحرير مدينة الفلوجة، بعد أن اتفق مع القائد العام للقوات المسلحة على بقاء قوات الحشد الشعبي عدا أطراف المدينة فقط.
وقالت وردي إن «هناك إجماعا سياسيا من قبل القادة والبرلمانيين في محافظة الأنبار على عدم مشاركة قوات الحشد الشعبي في معركة تحرير الفلوجة، وهذا ما تم الاتفاق عليه مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والقائد العام للقوات المسلحة».
وسبق إعلان بدء معركة استعادة الفلوجة، طلب الجيش العراقي من أهالي الفلوجة الاستعداد لمغادرتها عبر طرق مؤمنة سيعلن عنها لاحقاً، على أن ترفع العائلات التي لا تستطيع الخروج من المدينة راية بيضاء في مكان وجودها، وتمكنت عشرات العائلات من سكان الفلوجة من الفرار منها، الأحد، في حين لم يسعف الوقت كثيرين آخرين للخروج لقصر المدة الممنوحة لهم.
وطالبت قيادة العمليات المشتركة جميع الأسر "بالابتعاد عن مقرات عصابات داعش وتجمعاتها؛ إذ سيتم التعامل معها كأهداف للطيران الحربي"، بحسب ما جاء في تعميمها.
وكان الجيش العراقي قال إن معركة استعادة الفلوجة ستكون بمشاركة جهاز مكافحة الإرهاب والجيش، والأفواج الخاصة، وطوارئ شرطة الأنبار والحشد العشائري، كما ستلقى دعماً بغطاء صاروخي وقصف جوي عراقي ومن التحالف الدولي.
طائفية وماض أسود
وقصفت ميليشيات الحشد الشعبي مدينة الفلوجة بصواريخ رسمت عليها صورة نمر النمر، لتؤكد الميليشيات أنها تجمع مذهبي متطرف يتحرك تحت غطاء رسمي.
كما تستخدم أيضا صواريخ كتب عليها اسم النمر.
ونفذت هذه الميليشيات سلسلة من الممارسات الممنهجة التي قامت على التنكيل بالمواطنين في تكريت وصلاح الدين وديالى والأنبار، وأعدمتهم وأحرقت منازلهم ومدارسهم ومساجدهم.
ووثقت "العفو الدولية" هذه الانتهاكات، واتهمت الحشد الشعبي بقتل عشرات المدنيين السنة في "إعدامات عشوائية".
كما أكدت أن هذه الميليشيات أقدمت على اختطاف وقتل مدنيين سنّة في بغداد ومناطق أخرى من البلاد.
واعتبرت أن ممارساتهم تصل إلى مستوى "جرائم الحرب".