أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

الذين يسجنون أنفسهم

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-05-2016


في معظم الأوقات نحن ندفع أيامنا وأوقاتنا، كما ندفع غيمة ثقيلة تطبق على أنفاسنا، وفي معظم الأوقات أيضاً نحن نعتاد على وجود تلك الغيمة، فنمرر الوقت -كيفما اتفق- وبكل تفاصيله، بهجته وكآبته، ضجيجه وفراغه، ومثلما نعتاد على أشكالنا وصورنا وأشكال أصحابنا وأسمائهم وتصرفاتهم، فإننا نعتاد على عيوبهم وحسناتهم، سيئاتنا ومزايانا.

عندها تصبح الأشياء كلها كنسيج سجادة ثمينة، لا ندقق في كل خيط وكل خط فيها، ولكننا نعتاد صورتها الجميلة بكامل رونقها وتناسقها، ثم نحبها ونعتدُّ بها ونتباهى بها، لأنها ثمينة كحياتنا ومختلفة كشخصياتنا، دون أن نسأل: ألا يمكن أن يكون هناك ما هو أجمل؟

ذات يوم التقيتها في أحد ممرات متجر ضخم لبيع الكتب، كانت مختلفة تماماً عما اعتدته، كانت أكثر رشاقة وأكثر شباباً، لم أُبْدِ أي استغراب أو دهشة، لكنها بادرت سريعاً إلى سؤالي عن رأيي في رشاقتها، أبديت إعجابي، وأسهبتْ هي في شرح الظروف الصحية التي جعلتها تفقد الكثير من وزنها.

لكنها لم تنسَ في نهاية حديثها معي أن تؤكد أمراً لم يغادر ذاكرتي قط، قالت: «حتى لو لم تكن هناك ظروف صحية، فأنا سعيدة بهذه النتيجة، لقد تحررت»، قالت في نهاية كلمتها وغادرت!

فهمت أنها كانت مسجونة في ذلك الجسد الضخم الذي كانت ترزح تحت ثقله، صحيح أنها اعتادت عليه كما نعتاد جميعنا على كل شيء دون أن نعيد التفكير فيه مرتين، وكالجسد نحن نسجن أنفسنا في الكثير من القوالب، في الأفكار، في العاطفة، في الانتماء، في المكان والجغرافيا.

وفي الكثير من القوالب الأخرى، الفرق أن السجن يصادرك ويسحب منك امتياز الحرية دون أن يكون لك خيار الاختيار، أما هذه القوالب التي نسجن أنفسنا فيها فإننا نصادر حرياتنا باختيارنا، ثم نعتاد على ذلك، ولا نفكر في الأمر مطلقاً، وهذه هي الخطورة!

حين تحررت هذه الفتاة من سجن جسدها المادي تغيرت نظرتها إلى الحياة، للاستمتاع بها، لنظرتها وتقييمها للأشياء، اختلف رأيها كثيراً في السفر والبحر والثياب والأناقة ومعاني البهجة والأصدقاء ومتع الحياة، صار هناك انفراج كبير في زاوية الرؤية، وهذا هو تحديداً ما تمنحنا إياه الحرية، حريتنا في الانتقال والتغيير والحب.

ألا يختلف الأمر بين حالة الركود في مكان واحد (بيت، وظيفة، مدينة) طيلة العمر، بحيث لا نرى إلا المشهد نفسه والجارة نفسها ورب العمل وزملاء العمل أنفسهم، وبين الانطلاق والتجربة والسفر والحرية؟

كل ما يتطلبه الأمر هو أن نفيق من غيبوبة الاعتياد التي نسجن أنفسنا فيها، لأن الإنسان صديق عاداته، فهو يأنس ويرتاح لكل ما يتعود عليه، الاعتياد شكل آخر للأمان، وللكسل أيضاً، وكذلك للجهل، مع ذلك فنحن ننحاز لما نعرف ونخاف مما نجهل، وهنا تحديداً يحدث الخلل وتتراكم جدران السجن دون أن ننتبه إلا بعد مضي الوقت، وأحياناً بعد فوات الوقت!