اعتبر جون ساويرس، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية الذي يُعرف اختصاراً بـ"MI6" أن المملكة العربية السعودية باتت مركزاً للقوة السياسية في الشرق الأوسط بعد سقوط ما أسماه "الدولة" في سوريا والعراق ومصر.
جاء ذلك في مقابلة له مع شبكة "CNN" الأمريكية إذ قال: "الناس قلقون من داعش في الشرق الأوسط، ومهتمون أكثر بما يجري في المملكة العربية السعودية، وكيف يمكن حل هذا التوتر بين المملكة وإيران في السنوات المقبلة، وما هي نظرة محمد بن سلمان الذي يعتبر القوة الدافعة الجديدة في جهود الإصلاح في السعودية.. ومن وجهة نظري هذه هي الأمور المثيرة للاهتمام".
وأضاف ساويرس: "المملكة العربية السعودية تعتبر مهمة جداً حالياً بالنسبة للعالم العربي، وحلت مكان القاهرة ودمشق وبغداد كمركز للقوة السياسية العربية بعد سقوط الدولة فيهم".
وأشار إلى أن: "الاستقرار في المنطقة مهم جداً ليس فقط بالنسبة لسوق الطاقة، بل أيضاً بالنسبة للدول الخليجية المحيطة، وعليه فإن العديد من الأعين تركز على ما يجري في الرياض".
وفيما يتعلق بسوريا قال ساويرس: "في أي عملية سياسية فإن الحقائق على الأرض تحدد اليد العليا على طاولة المفاوضات، وحقيقة أن الروس والإيرانيين تدخلوا بسوريا في حين لم يفعل الغرب ذلك" مبيناً ان ذلك يعني "حتمياً أنه وفي أي مفاوضات سياسية سيكون الروس والإيرانيون في وضع أقوى من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية".
ونفضت الدبلوماسية الغبار والقفازات عن يدها في أعقاب تولي الملك سلمان السلطة في بلاده في يناير 2015 وبدأت تظهر حسما وصرامة في مواجهة التهديدات وخاصة القادمة من جهة إيران، فقادت تحالفا عربيا في اليمن ضد الحوثيين ذراع طهران هناك، ثم شكلت التحالف الإسلامي من نحو 40 دولة للتصدي للإرهاب وأوله الإرهاب الشيعي الإيراني في لبنان والعراق وسوريا ودول الخليج العربية. وباتت الرياض رقما صعبا أعاد رسم الاهتمامات والأولويات الإقليمية التي كانت تسعى أبوظبي والقاهرة والرياض في عهد الراحل عبد الله توجيهها نحو محاربة الشعوب قبل تصحيح البوصلة "نسبيا" والتصدي للخطر الإيراني على حد تقدير مراقبين.