قالت صحيفة الديلي بيست الأمريكية إن الهجمات الأخيرة التي شنها تنظيم الدولة في بغداد تشير إلى أنه لم يعد معنياً بالتوسع الجغرافي والإقليمي، وأنه بات معنياً أكثر بالحفاظ على المناطق التي تقع تحت سيطرته، وتحديداً مدينة الموصل شمال العراق، التي سيطر عليها التنظيم قبل عامين.
وكانت موجة من السيارات المفخخة قد ضربت العاصمة العراقية بغداد خلال الأيام القليلة الماضية، أدت إلى مقتل قرابة 200 شخص، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، في أعنف موجة من التفجيرات التي تشهدها العاصمة بغداد منذ فترة ليست بالقصيرة.
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين فإن الهجمات الأخيرة تشير إلى أن التنظيم ربما لم يعد ملتزماً بالتوسع الإقليمي، وأنه يسعى الآن للحفاظ على المناطق التي تحت سيطرته؛ من خلال ضرب عمق المناطق الخاضعة للحكومة العراقية، وتحديداً العاصمة بغداد، ففي الوقت الذي ستسعى فيه الحكومة العراقية للحفاظ على الأمن في بغداد، فإنها لن تتمكن من إرسال قوات إلى الموصل لاستعادة المدينة من سيطرة التنظيم.
وبحسب مسؤول في الكونغرس الأمريكي فإنه - على الرغم من عنف ودموية الهجمات التي شنها التنظيم على بغداد - يدرك أن بغداد لا يمكن أن تكون "موصل ثانية"، مشيراً في تصريح للديلي بيست أن التنظيم يسعى من خلال هذه الهجمات إلى محاولة زرع الفوضى وتدهور الأمن.
تفجيرات العاصمة بغداد يمكن أن تقوض التهدئة بين السنة والشيعة في ظل قيادة رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي.
ويرى الكولونيل ستيفن وارن، المتحدث باسم قوات التحالف، أن التنظيم ما زال يشكل تهديداً رغم أنه في موقف دفاعي، مبيناً في حديث للصحفيين أن التنظيم يسعى إلى خلق فتنة وحالة من التنافر من خلال ضرب المناطق الشيعية من بغداد.
المسؤولون في الحكومة العراقية يشيرون بأصابع الاتهام إلى مدينة الفلوجة الواقعة على بعد 50 كم غرب بغداد، التي تخضع لسيطرة التنظيم، بأنها ترسل الانتحاريين والسيارات المفخخة إلى بغداد، وهي تهمة يرد عليها قادة في الجيش الأمريكي بأن ذلك الأمر غير ممكن في ظل الحصار المفروض على المدينة.
كريستوفر هارمر المحلل السياسي في معهد واشنطن لدراسات الحرب، قال للديلي بيست، إن الهجمات الأخيرة على مناطق الشيعة ببغداد أدت إلى زيادة الانقسام بين السكان الشيعة حيال المليشيات والأحزاب الشيعية الحاكمة، مبيناً أن العبادي ما زال يتصرف بطريقة معتدلة حيال ما يجري في العراق وبغداد بشكل خاص.
بكلمة أخرى، تقول الصحيفة إن ما تفاخر به واشنطن من استعادة 40% من الأراضي بحوزة التنظيم ليس نصرا بقدر ما هو تخلي التنظيم عن هذه الأرض إذ لا يزال قادرا على شن هجمات دامية وقوية للغاية سواء في سوريا أو العراق أو ليبيا وحديثا في المكلا.