اعتقلت الأجهزة الأمنية العُمانية الكاتب سليمان المعمري بسبب تدوينة كتبها على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أعلن فيها تضامنه مع ناقد سينمائي معتقل هو الآخر في سجون الأمن العُماني.
وتضامن المعمري مع الناقد السينمائي عبد الله حبيب في تدوينة على «فيسبوك» كما شارك في بيان مع عدد من الكتاب والأدباء العرب يطالب فيه بإطلاق سراح حبيب المعتقل منذ (15|4) الماضي.
وكان جهاز المخابرات العمانية اعتقل الكاتب المعمري ظهر يوم (28|4) الماضي إثر مثوله أمام القسم الخاص في جهاز الأمن الداخلي، بعد تلقيه مكالمة تطلب منه المثول فورا في القسم الخاص في القرم (محافظة مسقط).
واستنكرت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» اعتقال المعمري، وقالت إنه كاتب متميز له مجموعة من المؤلفات منها رواية «الذي لا يحب جمال عبدالناصر» ومجموعات قصصية أخرى، وعددا من الإصدارات الأدبية المتنوعة.
وكان المعمري رئيسا للجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، ويعمل رئيساً للقسم الثقافي في إذاعة عُمان، وحصل على جائزة يوسف إدريس العربية للقصة القصيرة عام 2007.
وشارك بصورة فعالة في المظاهرات التي جاءت في إطار ثورات الربيع العربي عام 2011، وكان أحد الأسماء البارزة في اعتصام «ساحة الشعب» أمام مجلس الشورى العماني، والذي بدأ في (27|2|2011).
وقالت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» إن «الكاتب العماني سليمان المعمري، لم يرتكب جرماً ولم يدع لعنف أو كراهية ليتم استدعائه وإخفائه عن العالم الخارجي. إن تعبير المعمري عن تضامنه مع الكاتب والناقد السينمائي عبدالله حبيب، من خلال أي وسيلة إعلام سلمية هو ممارسه لحقه في التعبير عن الرأي وهو حق تكفله العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان».
وأضافت «إن ظاهرة اختفاء الكتاب والصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان في عمان يجب أن تتوقف كما يجب اتاحة الفرصة للمجتمع المدني وقادة الرأي في التعبير عن أفكارهم دون خوف من اختطاف أو اعتقال».
وطالبت الشــبكة بضرورة الإفراج الفوري عن الكاتب سليمان المعمري، أو الكشف عن سبب ومكان اعتقاله وتمكينه من اﻻتصال بذويه والتواصل مع محاميه.
وباتت الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري في الخليج ممارسة منظمة وليست مجرد ظاهرة تتورط فيها غالبية الدولة الخليجية وخاصة ضد الأدباء والمفكرين والنشطاء. ففي الإمارات تعتقل أبوظبي عشرات منهم منذ عام 2012 وحكمت عليهم بالسجن لعشر سنوات، كما تخفي قسريا الدكتور ناصر بن غيث منذ أغسطس والصحفي الأردني تيسير النجار منذ ديسمبر الماضي.
وفي السعودية تعتقل السلطات الإعلامي والأكاديمي محمد الحضيف والداعية عبدالرحمن الطريفي، وفي الكويت مسلم البراك وعدد كبير من المغردين والناشطين وفي البحرين تعتقل مئات الناشطين، أما في قطر فقد أفرجت مؤخرا عن شاعر بعد خمس سنوات من سجنه كان يقضي حكما بالسجن لمدة 15 عاما على خلفية قصيدة.