اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري أن "عواقب" ستترتب على عدم التزام رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بالوقف الجديد لإطلاق النار الجاري النقاش حوله بين واشنطن وموسكو، خصوصاً في حلب.
وقال كيري في تصريح صحفي أدلى به في مقر وزارة الخارجية: "في حال لم يلتزم الأسد بذلك ستكون هناك بشكل واضح عواقب، وإحداها يمكن أن تكون الانهيار الكامل لوقف إطلاق النار"، مشيراً أيضاً إلى "عواقب أخرى يجري النقاش حولها"، دون أن يوضح ماهيتها. فيما قالت الخارجية الأمريكية إذا كان الأسد يعتقد أنه سوف يسيطر على حلب فإن المعركة سوف تطول.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أعلن الثلاثاء، عن مفاوضات تجريها بلاده مع الولايات المتحدة لإرساء هدنة جديدة في سوريا، تشمل هذه المرة حلب، التي تشهد حملة قصف جوي غير مسبوقة تشنها طائرات سورية وروسية استهدفت خصوصاً المستشفيات والمرافق الصحية.
وقبل دخول الهدنة المنهارة حيز التنفيذ في فبراير الماضي توعدت واشنطن بالخطة "ب" هي والرياض في حال فشل الحل السياسي وهو ما يبدو أنه المرجح حتى الآن.
يأتي ذلك تزامنا مع دراسة أفادت بأن القصف الوحشي الذي تتعرض له مدينة حلب السورية مؤخراً هو محاولة روسية جديدة لفرض الحل السياسي الذي تفضله موسكو، مستفيدة من عدم ممانعة أمريكية في ممارسة ضغوط على المعارضة لقبول أي حل يسمح بتركيز الجهد على مواجهة تنظيم الدولة، ويدفع روسيا إلى التعاون، وتحمل عبء أكبر في هذا الشأن.
وتشير الدراسة الصادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، وصل إلى "الخليج أونلاين" نسخة منها، إلى أن "الاحتمال قائم في أن تنجح روسيا في التعاون مع الملشيات الكردية، وقوات من النظام والملشيات المتحالفة معه، في قطع طريق الكاستيلو، وفرض حصار كامل على مناطق حلب التي تسيطر عليها المعارضة".
وتستدرك الدراسة بأن "هذا لن يؤدي قطعاً إلى سقوط المدينة، كما لن يساعد في اجتياحها؛ لأنّ عملية الاجتياح سوف تحتاج إلى عشرات الآلاف من المقاتلين للقتال في مناطق سكنية، وبين كتل إسمنتية، وهي موارد بشرية لا تتوافر للنظام، حتى لو توقف القتال على كل الجبهات الأخرى، وحشد الأسد كل قواته في اتجاه حلب".