اعتبر رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان، الاثنين، أن "الدستور المقبل لتركيا يجب أن يكون دينياً، وأن العلمانية يجب ألا تكون جزءاً منه".
وقال خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول: "بصفتنا بلداً مسلماً، لماذا علينا أن نكون في وضع نتراجع فيه عن الدين؟ نحن بلد مسلم، ومن ثم يجب أن نضع دستوراً دينياً"، مضيفاً: "قبل أي شيء آخر، يجب ألا ترد العلمانية في الدستور الجديد".
ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان إلى السلطة في 2002 والمعارضة تتهمه بالسعي إلى أسلمة نظام الحكم والمجتمع.
وسارعت المعارضة الكمالية (نسبة إلى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة العلمانية) إلى التنديد بتصريحات كهرمان.
وكتب زعيم المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو في عدة تغريدات على تويتر مخاطباً القيادي في العدالة والتنمية: إن "الفوضى التي تسود الشرق الأوسط هي ثمرة عقليات تقوم، على غراركم، بتسخير الدين أداة سياسية".
وأضاف أن "العلمانية موجودة من أجل أن يتمكن كل فرد من أن يمارس ديانته بحرية".
ونفى الجيش التركي بشكل قاطع، الخميس، ما أوردته عدد من وسائل الإعلام الأجنبية عن نيته تنفيذ انقلاب لإخراج الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقالت هيئة أركان الجيش التركي في تصريح غير اعتيادي نشر على موقعها الإلكتروني: "الانضباط والطاعة غير المشروطة، وخط قيادي واحد، هي أساس القوات المسلحة التركية".
وأضافت: "لا يمكن الحديث عن خطوة غير شرعية تأتي من خارج هيكلية القيادة أو تعرضها للخطر".
ولم يحدد الجيش المعلومات الصحافية التي كان يرد عليها، لكنه وعد بخطوات قضائية ضد أي معلومة "غير صحيحة".
ويعتبر الجيش تاريخياً قوة كبرى في السياسة التركية، قادرة على الإطاحة بالحكومات التي أضرت بالمبادئ العلمانية للجمهورية الحديثة التي أنشأها مصطفى كمال أتاتورك.
والجيش التركي مسؤول عن ثلاثة انقلابات عام 1960 و1971 و1980، وقد أخرج من السلطة حكومة موالية للإسلاميين يقودها نجم الدين أربكان، المرشد السياسي لأردوغان.
وخفض أردوغان، الموجود في السلطة منذ 2003 بصفته رئيساً للوزراء ثم رئيساً، تأثير الجنرالات من خلال إصلاحات قضائية متتالية في سياق طموحات أنقرة بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ويتوقع مراقبون أن تؤدي هذه التصريحات إلى جدل واسع في الشارع التركي بين مؤيد ومعارض كون هذه الموضوعات تعتبر من التابوهات وظل الجيش يبرر فيها انقلاباته وتدخلاته في الحياة السياسية وإعدام رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس في الثمانينات بزعم تأثيره على العلمانية وتوجهاته الإسلامية.