سلطت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية الضوء على قدرات تنظيم الدولة المتمثلة بمطاردة معارضيه حتى داخل الأراضي التركية، التي ما عادت آمنة بالنسبة لكثير منهم بعد أن تكررت حوادث اغتيال شخصيات سورية معارضة موجودة على التراب التركي.
وتنقل الصحيفة مشاهدات من مراسم دفن المعارض السوري زاهر الشرقاط، الذي اغتالته رصاصات مجهولة في مدينة غازي عنتاب التركية، حيث تمكن مسلح ينتمي لتنظيم الدولة من اغتيال الشرقاط داخل مدينة غازي عنتاب، حيث عرف عن الشرقاط مناهضته للحكومة السورية وأيضاً لتنظيم الدولة.
أحد المعارضين السوريين ممّن حضروا الجنازة، قال للصحيفة إنهم ليسوا آمنين في تركيا وخاصة مدينة غازي عنتاب التي باتت ملجأ للعديد من المعارضين السوريين لكونها أقرب منطقة الى حدود بلدهم.
الشرقاط واحد من مجموعة من المعارضين السوريين ممّن فروا إلى تركيا بعد أن أصبحوا مطاردين سواء من النظام أو من الجماعات المتطرفة.
تنظيم الدولة أعلن تبنيه لعملية اغتيال الشرقاط، وهي عملية تدل على قدرة الجماعة على الضرب خارج حدود وجودها، رغم كل الخسائر التي مني بها التنظيم في كل من العراق وسوريا، حيث شن التنظيم عدة هجمات في عواصم أوروبية أيضاً شملت باريس وبروكسل، بالإضافة الى أنقرة وإسطنبول في تركيا.
وركز تنظيم الدولة في الآونة الأخيرة أيضاً على استهداف الصحفيين والناشطين السوريين، وخاصة أولئك الذين يعيشون في المنفى التركي المجاور، ممّن يعملون على نشر ممارسات التنظيم وفضحها، حيث أعرب عديد من المعارضين السوريين عن خوفهم من وجود شبكة من المخبرين التابعين للتنظيم تعمل على ملاحقة المعارضين وتعقبهم، حيث قام التنظيم بأكثر من عملية اغتيال داخل تركيا.
وخلال العام الماضي قامت تركيا بوضع سور لحدودها مع سوريا والبالغة نحو 500 ميل؛ وذلك في محاولة منها لوقف تدفق المتشددين، غير أن المخاوف تتمثل في وجود أعضاء التنظيم بين اللاجئين السوريين الذين فروا الى تركيا والذين يتجاوز عددهم نحو مليوني نسمة، بالإضافة إلى وجود عناصر من التنظيم بين المواطنين الأتراك أيضاً.
حسام عيسى، الناشط في شبكة الرقة تذبح بصمت، والذي غادر مؤخراً إلى المانيا، قال للواشنطن بوست، إن التنظيم يحاول تخويف معارضيه داخل تركيا.
ويضيف: "كانوا يعرفون أين نعيش ونعمل، الأمر الذي اضطرنا إلى مغادرة تركيا أنا وعدد من أصدقائي بعد اغتيال اثنين من النشطاء في الفريق".
اغتيال الشرقاط مؤخراً يكشف حجم التغلغل الكبير للتنظيم داخل الأراضي التركية، وخاصة في مجتمعات اللاجئين السوريين، حيث تشير عائلته إلى أنه في الأشهر السبعة الأخيرة التي كان فيها بتركيا، تلقى الشرقاط سيلاً من المكالمات الهاتفية والرسائل النصية التي تنذره وتهدده؛ بعضها جاء من الحكومة السورية، وكثير منها جاء من تنظيم الدولة.
ويلعب تداخل الحدود بين سوريا وتركيا وعدم التدقيق بهويات اللاجئين إلى تسرب الكثير من عناصر التنظيم وعناصر مخابرات النظام للقيام بعمليات إرهابية ضد المصالح التركية. وتشن الحكومة التركية حملة أمنية واسعة النطاق من حين لآخر ضد أفراد التنظيم سواء من الأتراك أو من الأجانب.