أحدث الأخبار
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد

دبي.. سيرة النساء العظيمات

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 25-04-2016


تروق لي تلك السيدة التي كلما اشتد بها الحنين لأهلها وطفولتها ورائحة من عاشت معهم، ركبت سيارتها وأمرت سائقها أن يأخذها لـ«فريج الراس»، إلى مفتتح دبي ومبتدأ المدينة وخبرها، هناك ولدت، كما ولدت أجيال كثيرة، وهناك نشأت كما نشؤوا وكبرت ودرست القرآن على يد السيدة عائشة بنت محمد، التي كانت تُنسب لوالدتها أكثر من والدها، فكانوا ينادونها بها: عاشة بنت جلثم!

يدل هذا الأمر على أن مجتمع دبي وكل الإمارات منذ القدم - عكس ما يشاع تماماً - لم يعانِ من أي فصام أو فوقية في علاقته بالمرأة، ولم يعاملها كسقط المتاع ولم ينبذها أو يهمشها، بل أعلى مكانتها على الدوام وافتخر بها، وانتسبت كبرى العائلات في الإمارات وفي دبي تحديداً لنساء عظيمات، كان لهن دور ومكانة وشخصية، و(عاشة بنت جلثم) رحمها الله، واحدة منهن!

سيدة تقية ورعة معروفة بين أهل الراس، وقفت بصلابة في مواجهة ظروف الحياة الصعبة، وحيدة بعد وفاة زوجها ومعظم أهلها، أدارت منزلاً يعج بالحياة، وربت ابنين على حب العلم الذي ورثته عن أبيها، حتى إذا كبرا كانا من أوائل المعلمين الذين علّموا في مدرسة الأحمدية الأولى التي أنشأها الشيخ أحمد بن دلموك (1912)، واستكملها ابنه محمد كأول مدرسة نظامية في دبي، فإذا زرت المدرسة في منطقة الراس اليوم، ستجد صوراً لمعلمين إماراتيين كانوا من أوائل من اشتغل بمهنة التعليم في مجتمع دبي، ومنهم الشيخ محمد نور المهيري، والسيدة عائشة وأحمد وشقيقه محمد أبناء عبدالله بن ظبوي، واللذان لعبا لاحقاً دوراً في مسيرة التعليم الرسمي في دبي بعد قيام دولة الاتحاد (عملاً لسنوات في المعهد الديني الثانوي)!

هذه السيدة يحلو لها أن تستعيد ذاكرتها بكل طزاجتها وبصوت مسموع أمام أبنائها، بل إنها تحرص على ذلك بمنتهى الوعي والثبات واليقين بأن هذا النقل المباشر للذاكرة هو نوع من توريث الذاكرة أو توارثها حفظاً للعهد ولميراث الأسلاف، فهذه الأرض أمانة في أيدينا جميعاً، وكذلك حياة الناس الذين عاشوا الحياة على هذه الأرض بشكلها الحقيقي وبتجربتها القاسية أو الجميلة، واجتهدوا وعملوا وفرحوا وحزنوا.. هذه الذاكرة التي تفر إليها هذه المرأة اليوم حين تشتاقها، ليست حلقة مفصولة أو منفصمة عن حياة من سيأتي في السنين القادمات.

إننا كبقية أمم الأرض لا ننفصل عن أسلافنا ولا يجب أن ننفصل، حتى وإن اخترنا حياة مختلفة في شكلها، فذلك من طبيعة التغيير، لكننا سلسلة بعضها من بعض، وما لم نرع ذاكرتنا حق رعايتها، فلا خير فينا ولا في حياتنا وتطورنا، كل حياة قائمة على أسس وروافع تحفظها، وتضمن استمراريتها بروح حقيقية، نحن لا يمكننا أن نستمر بشكل طبيعي ما لم تبق روح أجدادنا وأسلافنا تسري فينا، وتجري على ألسنتنا، وهذا ما يسمى بالهوية أو البصمة القومية للأمم التي لا تحفظها سوى القيم والرموز وما يلهموننا به ويدفعوننا لبلوغه.