أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

التعايش واحترام الآخر

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

محمد الباهلي

كما هو متوقع من اليمين الأوروبي المتطرف، والذي فاز أخيراً بمقاعد متقدمة في الانتخابات الأوروبية، حاملاً أجندته السياسية حيال الآخر المختلف، فقد قام النائب الهولندي اليميني المتطرف «خيرت فيلدرز» بالإساءة مرّة أخرى إلى الإسلام والمسلمين، وذلك باستبدال عبارة الشهادتين المكتوبة على علم المملكة العربية السعودية بعبارة مسيئة للإسلام والقرآن الكريم. وهذه ليست أول مرة يرتكب فيها فيلدرز مثل هذا السلوك، فقد سبق أن شبه القرآن الكريم بكتاب «كفاحي» لهتلر، كما وصف الإسلام بالفاشية.

الرد السعودي على الإساءة الأخيرة كان في غاية الأهمية، لأن بعض المتطرفين لا يرتدعون عن سلوكهم المسيء إلا بلغة القوّة والمصالح، وعلى الأخص المصالح المالية والاقتصادية، حيث فرضت المملكة العربية السعودية عقوبات تجارية على شركات هولندية. وبعد أن عرفت هولندا أن هذه العقوبات ستؤثر على مصالحها السياسية والاقتصادية، وخصوصاً التبادل التجاري الذي يصل بين البلدين نحو سبعة مليارات يورو سنوياً، سارع مسؤولوها الحكوميون للهرولة نحو المملكة، معبرين عن استيائهم الشديد من تصرفات المتطرف فيلدرز. وقال وزير الخارجية الهولندي: «نحن نحترم حرية الرأي التي يتمتع بها فيلدرز، لكننا نعتقد أنه لا يجوز الدوس على مشاعر الناس»، ثم أضاف: «منذ قيام فيلدرز بهذا التصرف ونحن نجري محادثات مع الحكومة السعودية، ونأمل أن نتمكن من تفادي وقوع الأضرار التي قد تلحق بالاقتصاد الهولندي بسبب تصرف فيلدرز».

لكن هناك من الخبراء والدارسين من يرى أن مثل هذه التصرفات المسيئة والعدائية حيال الإسلام والمسلمين، وهي متكررة، إنما ترجع إلى خصوصية نمط التعليم والتربية والتثقيف في النظام الغربي، وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالإسلام والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأيديولوجية العميقة التي عرفتها المجتمعات الغربية خلال الأعوام الأخيرة، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وهي كذلك نتاج للخصائص الذاتية للعقل الغربي وطريقة نظره للآخر المختلفة، خاصة إذا كان ذلك الآخر هو الإسلام.

ولا يخفى على أحد أن الديمقراطية وحريّة الرأي التي يفاخر الغرب بأنها من أهم مكوناته الحضارية، قد حولها هؤلاء المتطرفون إلى شماعة للإساءة للآخرين، والاعتداء على دينهم وخصوصيتهم، وبصفة خاصة الإسلام الذي يدين به أكثر من مليار مسلم، يمثلون ربع سكان العالم.

إننا مع الديمقراطية وحرية الرأي، ومع إعطاء الفرد حقه في حرية التفكير والاختيار، ومع الديمقراطية التي تنص على قيم أخلاقية عالية، لكننا نحترم خصوصية الآخر، ونحرص على التعايش معه.

وهناك في الغرب كثير من المنصفين ممن يستهجنون مثل هذه الإساءات والافتراء التي ما فتئ فيلدزر وأمثاله يمارسونها ضد الإسلام، وهم (المنصفون) يرون أن مثل هذا السلوك لا يفيد بلدانهم في سياستها الداخلية والخارجية، وأنه لا ينبغي التحجج بالديمقراطية واستغلالها لتنمية العداء ضد الآخر أو العمل بوجهين؛ وجه لا يريد التفريط في مصالح بلاده الوطنية، ووجه يتغاضى عن التطاول الذي يمارسه المتطرفون تحت (يافطة) الديمقراطية.