اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية على دول الخليج تكثيف تعاونها في مجال الدفاع، وخصوصاً في مجال القوات الخاصة والقدرات البحرية؛ لمواجهة نشاطات "زعزعة الاستقرار" التي تمارسها إيران في المنطقة، حسبما ذكر مسؤول أمريكي كبير.
وفي السياق، عقد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، اجتماعاً، الثلاثاء، مع وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، بقصر اليمامة في العاصمة الرياض.
وقالت وكالة الأنباء السعودية، إنه جرى خلال اجتماع بن سلمان وكارتر "مناقشة مجالات التعاون العسكري القائم بين البلدين، والسبل الكفيلة بتطويره وتعزيزه، بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة ومكافحة الإرهاب".
ووصل كارتر إلى الرياض في وقت سابق اليوم، بعد زيارة إلى أبوظبي، التقى خلالها محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم في قصر الشاطئ.
وقالت وكالة أنباء الإمارات إنه تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز تعاون البلدين وتطويره في الشؤون العسكرية والدفاعية، والجهود الدولية المبذولة في محاربة التطرف والعنف والجماعات "الإرهابية"، ومستوى التنسيق والتعاون الدولي لدعم هذه الجهود، ومساهمة البلدين فيها من أجل القضاء على خطر الإرهاب وتنظيماته الإجرامية التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها.
كما تطرق الجانبان إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا الرأي ووجهات النظر حول آخر المستجدات في المنطقة.
ودول المجلس، وعلى رأسها السعودية، من الحلفاء العسكريين التاريخيين للولايات المتحدة. لكن الاتفاق النووي الذي وقع في يوليو 2015، بين إيران والمجموعة الدولية وأدى لرفع العقوبات المفروضة عليها، يثير الخلاف بين الجانبين.
وقال المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الأمريكية: "منذ 15 عاماً وظفنا استثمارات كبيرة" في القدرات الجوية لدول الخليج ببيعها طائرات قتالية.
وتدارك: "لكن نشاطات زعزعة الاستقرار" الإيرانية في المنطقة "لا يمكن التصدي لها بطائرة قتالية، بل بقوات خاصة ووسائل منع بحري".
وتابع المسؤول نفسه أن الولايات المتحدة تقترح خصوصاً على دول الخليج تدريب قواتها الخاصة وتطوير قدراتها البحرية؛ لمنع إيران من نقل أسلحة إلى المجموعات الشيعية التي تدعمها في المنطقة.
وأوضح أنه "خلال ستة أشهر فقط تمكنا مع شركائنا في التحالف من اعتراض أربع شحنات أسلحة قبالة سواحل اليمن"، حيث تدعم إيران المتمردين الحوثيين ضد القوات الحكومية التي تساندها دول الخليج.
وستجمع القمة الخليجية الأمريكية القادة الخليجيين مع الرئيس الأمريكي وجها لوجه في أعقاب عدة مواقف وتصريحات أنتجت نوعا من التوتر خاصة بين واشنطن والرياض. وأكد أوباما أنه يعارض إقرار قانون بالكونجرس يدعو لمحاسبة السعودية على هجمات سبتمبر وذلك بعد ساعات من تهديد الرياض بيع أصولها في الولايات المتحدة.