كشفت مجلة المهندس، الصادرة عن الهيئة السعودية للمهندسين في عددها الأخير، عن تفاصيل ما أطلقت عليه وصف "مشروع القرن"، وهو قناة مائية تربط الخليج العربي مروراً بالسعودية إلى بحر العرب؛ ما يعني الاستغناء عن مضيق هرمز لنقل النفط، مؤكدة أن المملكة أكملت الخطوات الإجرائية لدراسته.
واستعرضت المجلة فكرة المشروع، التي تتمحور حول إنتاج الطاقة الكهربائية في مرحلته الأولى، ثم يتحول إلى مشروع متكامل تحت اسم "النهضة الثانية للمملكة".
ومن شأن هذا المشروع الالتفاف حول مضيق هرمز؛ ما يمكن السعودية من نقل نفطها عبر هذه القناة المائية الصناعية الكبرى في تاريخ القنوات المائية الصناعية الكبرى في العالم.
وتتلخص الفكرة الرئيسية في فتح قناة بحرية من بحر العرب، مروراً بالحدود العمانية واليمنية، وتمتد إلى داخل المملكة في الربع الخالي ثاني أكبر صحراء في العالم، وتحتل الثلث الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، ويقع الجزء الأعظم منه داخل الأراضي السعودية، بمساحة 600 ألف كيلومتر مربع، وتمتد 1000 كيلومتر طولاً، و500 كيلومتر عرضاً.
ويتم عمل قنوات بحرية عدة داخل المملكة تنتهي كل قناة ببحيرة كبيرة، وتنشأ على كل بحيرة محطة توليد نووية تكون في الربع الخالي بعيدة عن المدن الرئيسية، ويتم إنتاج الطاقة الكهربائية، بقدرة لا تقل عن 50 غيغاوات، إضافة إلى إنتاج مياه محلاة، يستفاد منها في مشاريع الإسكان والزراعة والرعي، بالربع الخالي، من خلال إنشاء مدن حديثة عند أفرع هذه القنوات البحرية لإسكان العاملين في المشاريع التي سيتم إنشاؤها، ومنها محطات التوليد ومشاريع الصناعة والزراعة والإنتاج الحيواني والري.
وأفصحت الدراسة عن تأسيس 10 محطات نووية، بقدرة إجمالية 50 غيغاوات، ما يماثل أحمال المملكة الحالية؛ وذلك لتقليل الاعتماد على المحطات التقليدية، التي تعتمد على حرق وقود النفط بأنواعه لإنتاج الطاقة، وما يخلفه من عوادم الدخان التي تؤثر على البيئة، إضافة إلى إنشاء حقول لإنتاج الطاقة الشمسية في الأماكن الكبيرة الشاغرة في الربع الخالي، لإنتاج طاقة لا تقل عن 50 قيجاوات، ويتم التوسع فيها للتقليل من الطاقة النووية مستقبلاً.
واعتبرت الدراسة الهندسية، المشروع نهضة كاملة في كل المجالات، تحول السعودية إلى دولة مصدرة بدلاً من كونها دولة مستهلكة، إذ قال المهندس عصمت الحكيم، بحسب دراسته للمشروع: إن المملكة ستتحول لرائدة ومصدرة ضمن الدول العظمى في المشاريع النووية السلمية، والصناعية والزراعية والحيوانية والثروة السمكية، ومدن الطاقة الجديدة، كما أن المشروع سيوفر فرصا وظيفية جاهزة للمهندسين بمختلف تخصصاتهم. مشيرا إلى أن هذه النهضة ستكون في الربع الخالي على اعتباره أفقر الأراضي بالجزيرة العربية، ومن خلاله ستتحول الجزيرة العربية من صحراء جرداء في الربع الخالي، إلى جنة خضراء من أنهار وقنوات مائية.
ووفقاً للدراسة، فإن المشروع قابل للاستنساخ والتطبيق، من خلال قنوات من الخليج العربي، في الشمال الشرقي، ومن البحر الأحمر في الشمال الغربي، وفي حالة عدم الربط بين الخليج العربي وبين بحر العرب لأسباب سياسية، فبالإمكان تمديد القنوات لتربط بين الخليج والبحر الأحمر، في جنوب المنطقة الوسطى والشمالية، وتطبيق مشاريع المحطات النووية.