أحدث الأخبار
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد

الخادمات.. رحلة القهر والمعاناة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 10-04-2016


في حياتنا إشكالية اجتماعية كبيرة، شكلت على الدوام حالة متناقضة من الاستياء والتعاطف معاً، من قبل الحكومة وكثير من العائلات الساعية لحل هذه الإشكالية بطريقة إنسانية، إلا أن هناك من يصر على سلوك أقل ما يقال عنه إنه لا يمت للنخوة والإنسانية بصلة، مرد الإشكالية في اختلاف الثقافات بين الأسر وخدم المنازل، وكذلك طريقة التفكير اللاعقلاني، فنحن نتساهل معهم أحياناً، ونكلفهم أكثر من طاقتهم أحياناً، ونترك لهم بيوتنا يتصرفون فيها كما يشاءون أحياناً ودون رقابة وتقنين، ثم نعاني ونشتكي مما يفعلون!

تأتي عمالة المنازل إلى بيوتنا عبر مسارات وطرق طويلة، وعبر رحلة معاناة وإنهاك، وعبر صفقات ومساومات وعمليات ابتزاز لا تنكرها الخادمة عندما تصل إلى بيت مخدومها، فهي تتحدث عن رحلة العذاب وكم كلفتها هذه الرحلة، وكم باعت من ممتلكاتها وكم استدانت، وكيف دبرت أمر صغارها وأمها المريضة ووالدها المعوز، إن كثيرات منهن يأتين من قرى وأحياء فقيرة، يأتين معدمات، الجوع والفقر والحاجة والرغبة الجانحة في تجنيب أبنائهن وحش الفقر والجهل هو ما يدفعهن للمجيء، الأمر ليس سهلاً على الروح أن تحتمله، لكن الفقر لا يحتمل أيضاً، لذلك فليس سهلاً على إنسانية الإنسان ألا تتعاطف مع هؤلاء، مع إقرارنا بالمصائب التي ترتكبها الكثيرات منهن!

الإشكالية أن هؤلاء قد شكلن ظاهرة جارحة في وجدان المجتمع برغم كل المعاناة التي نتحدث عنها، لقد امتلأت سجلات الجريمة بجرائمهن، إنهن يقتلن، ويسرقن، ويشكلن عصابات للرذيلة، ويهربن ببساطة من بيوت مخدومهن، لكن ذلك لا ينفي فعلاً مقابلاً من قبل بعض الأسر من كل المحاولات الرسمية لجعل العلاقات تتم بشكل قانوني وعادل، فهناك سوء معاملة، وهناك ضرب، وهناك تحليف أكثر من اللازم، وصراخ وشتائم، ومنع من استخدام الهاتف باعتباره سبب الهروب والمصائب الأخرى! وهناك منع من ساعات الراحة، وهناك تحرش جسدي وهناك لا إنسانية وقهر متعمد أيضاً!

أحد أمثلة التعامل اللا إنساني: عندما تكون في مطعم وترى تلك العائلة التي أصرت على اصطحاب الخادمة يجلسون على طاولة العشاء، يملأونها بمختلف الأطباق والمشروبات، يأكلون ويضحكون، بينما تلك الخادمة المسكينة تجلس بانكسار على طاولة منزوية بعيداً أو تقف في الخارج، بانتظار أن ينتهوا من العشاء، دون أن يكلفوا أنفسهم دعوتها لتجلس معهم بحجة أنها خادمة، والخادمة لا تجلس مع مخدوميها! ماذا نسمي هذا السلوك الشائن واللا إنساني والقبيح أخلاقياً؟

لسنا في عصور العبودية ولا السخرة ولا التخلف، لسنا أسياداً وليسوا عبيداً، نحن في بلد متحضر، متألق إنسانياً في كل الدنيا، وفي كل المجالات، فلنكن جميعاً، مهما بلغ غضبنا منهم لأسباب كثيرة أن نلتمس لهم العذر ونكون على قدر إنسانيتنا!