أحدث الأخبار
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد

في غرفة الكتابة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-04-2016


في واحد من أكثر الكتب طرافة «كيف تُكتب الرواية»، يكتب الروائي العظيم جارسيا ماركيز، «إن أكثر سؤال يوجه للروائيين هو كيف تكتب رواية، وفي الحقيقة فإننا جميعاً نمتلك الإجابة المرضية التي قد تقنع صاحب السؤال، لكن المشكلة ليست في إفشاء سر الكتابة وشرح طريقة صنع كعكة الرواية، ليس هناك خطوات أو وصفة جاهزة للرواية أبداً».

لقد بحث ماركيز عن الحقيقة وليس عن الطريقة، ليقول لهم في النهاية إن الرواية تعاش ولا تكتب، بمعنى أنك يجب أن تعيش الحياة بكل تفاصيلها ودقائقها، بكل مسراتها وأوجاعها، تتغلغل في وجوه الناس، كل الناس ما استطعت، تتغلغل في وجدانهم دون اختيار أو انتقاء أو تعال، لتكتب في النهاية رواية الناس، رواية للناس، الرواية الواقعية الساحرة والمهيمنة على الوجدان، فالصدق صفة إنسانية متبادلة، يجب أن تكون حقيقياً لأصدقك. وكفى، ليس هناك ألغاز أبداً، الحياة في موازاة القص، العيش في تقاطعه الحار والمتدفق مع الرواية!

كتبت منذ فترة عن الكتابة حين تكون فعل استشفاء، هذا لا يعني أن الكتابة لم تكن سجناً، أو لم تكن رصاصة وقيداً وسبباً للجنون، فالكتابة تشبه تلك الغرفة المطلة على كل الجهات، أطل نزار قباني من إحدى نوافذها فوصف فتنة النساء العابرات أسفل نافذته، بينما حين أطل منها الشاعر أحمد فؤاد نجم سمع وقع أقدام العساكر في طريقهم لاقتياده للمعتقل، وغير بعيد أطلت الكاتبة فرجينيا وولف لترى نفسها تعبر نهراً لتسقط في لجته منتحرة بسبب حساسيتها وهلوسات نفسها، أما لوركا شاعر إسبانيا.

فقد رأى أولئك الحاقدين يشون به ويسوقونه لحتفه، وسمع بأذنيه دوي الرصاصات التي ستخترق جسده بينما هو يلقي آخر قصائده الجميلة، في غرفة الكتابة نفسها يجلس رجل ليراقب الكتابات التي ينتجها هؤلاء، بينما ينادي زعيم بالحرية ومجد الإنسان الذي عليه أن يرفع رأسه دائماً، وفي الجهة الأخرى يُزج بكاتب مقالات اسمه علي وشقيقه مصطفى أمين في السجن!

لماذا يكتبون وهم يعلمون نهاياتهم؟ بالتأكيد لم يكونوا يعلمون شيئاً عن نهاياتهم، لكن كيف كان سيحدث التغيير إذاً لولا هؤلاء الذين عبروا وكتبوا وصرخوا وضحوا؟ مارتن لوثر كنج وقف أمام الحشود وقال: «لدي حلم وسوف يتحقق ذات يوم»، قتل لوثر كنج لكن الحلم تحقق وارتفع شأن الأمة، وقتل كاتب آخر وثان وعاشر، لكن أفكارهم طارت لتملأ نفوس كل الناس، وبهذا عادت لهم الحياة مجدداً، علينا أن نكتب وليس علينا انتظار النهايات، الكتابة فعل أمل وبداية وليس إعلان نهاية أبداً، تماماً مثل العمل والحب والسعي للتغيير!