أحدث الأخبار
  • 09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد

في غرفة الكتابة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-04-2016


في واحد من أكثر الكتب طرافة «كيف تُكتب الرواية»، يكتب الروائي العظيم جارسيا ماركيز، «إن أكثر سؤال يوجه للروائيين هو كيف تكتب رواية، وفي الحقيقة فإننا جميعاً نمتلك الإجابة المرضية التي قد تقنع صاحب السؤال، لكن المشكلة ليست في إفشاء سر الكتابة وشرح طريقة صنع كعكة الرواية، ليس هناك خطوات أو وصفة جاهزة للرواية أبداً».

لقد بحث ماركيز عن الحقيقة وليس عن الطريقة، ليقول لهم في النهاية إن الرواية تعاش ولا تكتب، بمعنى أنك يجب أن تعيش الحياة بكل تفاصيلها ودقائقها، بكل مسراتها وأوجاعها، تتغلغل في وجوه الناس، كل الناس ما استطعت، تتغلغل في وجدانهم دون اختيار أو انتقاء أو تعال، لتكتب في النهاية رواية الناس، رواية للناس، الرواية الواقعية الساحرة والمهيمنة على الوجدان، فالصدق صفة إنسانية متبادلة، يجب أن تكون حقيقياً لأصدقك. وكفى، ليس هناك ألغاز أبداً، الحياة في موازاة القص، العيش في تقاطعه الحار والمتدفق مع الرواية!

كتبت منذ فترة عن الكتابة حين تكون فعل استشفاء، هذا لا يعني أن الكتابة لم تكن سجناً، أو لم تكن رصاصة وقيداً وسبباً للجنون، فالكتابة تشبه تلك الغرفة المطلة على كل الجهات، أطل نزار قباني من إحدى نوافذها فوصف فتنة النساء العابرات أسفل نافذته، بينما حين أطل منها الشاعر أحمد فؤاد نجم سمع وقع أقدام العساكر في طريقهم لاقتياده للمعتقل، وغير بعيد أطلت الكاتبة فرجينيا وولف لترى نفسها تعبر نهراً لتسقط في لجته منتحرة بسبب حساسيتها وهلوسات نفسها، أما لوركا شاعر إسبانيا.

فقد رأى أولئك الحاقدين يشون به ويسوقونه لحتفه، وسمع بأذنيه دوي الرصاصات التي ستخترق جسده بينما هو يلقي آخر قصائده الجميلة، في غرفة الكتابة نفسها يجلس رجل ليراقب الكتابات التي ينتجها هؤلاء، بينما ينادي زعيم بالحرية ومجد الإنسان الذي عليه أن يرفع رأسه دائماً، وفي الجهة الأخرى يُزج بكاتب مقالات اسمه علي وشقيقه مصطفى أمين في السجن!

لماذا يكتبون وهم يعلمون نهاياتهم؟ بالتأكيد لم يكونوا يعلمون شيئاً عن نهاياتهم، لكن كيف كان سيحدث التغيير إذاً لولا هؤلاء الذين عبروا وكتبوا وصرخوا وضحوا؟ مارتن لوثر كنج وقف أمام الحشود وقال: «لدي حلم وسوف يتحقق ذات يوم»، قتل لوثر كنج لكن الحلم تحقق وارتفع شأن الأمة، وقتل كاتب آخر وثان وعاشر، لكن أفكارهم طارت لتملأ نفوس كل الناس، وبهذا عادت لهم الحياة مجدداً، علينا أن نكتب وليس علينا انتظار النهايات، الكتابة فعل أمل وبداية وليس إعلان نهاية أبداً، تماماً مثل العمل والحب والسعي للتغيير!