أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

تدمُر كمثالٍ لاستثمار النظام السوري في الإرهاب

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 04-04-2016

ثمة مآسٍ كثيرة ستتكشّف تدريجاً عن الشهور العشرة التي أمضتها مدينة تدمر تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» «داعش»، ومنها الإعدامات التي ارتكبت في حق مدنيين بقوا في بيوتهم، ربما لأن معظمهم لم يستطع المغادرة في الوقت المناسب، أو لأنهم اختاروا عدم الرحيل ومنهم عالم الآثار خالد الأسعد الذي قتله «الدواعش» بقطع رأسه وهو البالغ ثلاثة وثمانين عاماً، وكانت تلك واحدة من أبشع جرائمهم، وقيل: إنهم أعدموه لأنه لم يرشدهم إلى كنوزٍ أو مخابئ للذهب كانوا يبحثون عنها.
بعد طرد «داعش» من تدمر ثار جدل إعلامي حول المعركة التي دُعمت بقصف روسي كثيف فيما كانت قوات تابعة للنظام السوري وميليشيات موالية لإيران تتقدّم برّاً، ومردُّ الجدل إلى أسئلة طرحت نفسها عند سقوط تدمر في أيدي التنظيم ثم بعد استردادها منه، وفي تلك الأسئلة تكمن ألغاز علاقة ملتبسة ومشتبهٍ بها بين النظام و»داعش»، فالطرفان تَواجهَا في أكثر من موقع، إلا أن حالات التناغم والتنسيق بينهما ظلّت لافتة، وبعضٌ منها موثّقٌ في مراسلات للنظام مع أجهزته ووقعت في أيدي فصائل معارضة.
كان التعليق الشائع غداة سقوط المدينة وبعد استعادتها، أنها تعرّضت لعملية «تسلّم وتسليم» ذهاباً وإياباً بين النظام و»داعش»، هناك من يدحض هذا الإدّعاء بقوله مثلاً: إن السلوك العام للنظام لا يشي به، غير أن وقائع مشابهة بيّنت أن قوات النظام سلّمت مثلاً مواقع بينها منفذٌ حدودي لأكراد «حزب الاتحاد الديمقراطي» الذي كان ولا يزال يعادي المعارضة وينسّق مع الأجهزة، كما أن شهوداً عديدين نقلوا واقعة تسليم المركز الحكومي إلى «داعش» في الرّقة، وكذلك حصل في أكثر موقع (منها أعزاز) أن وحدات «الجيش السوري الحرّ» اضطرّت للانسحاب بسبب كثافة القصف النظامي عليها، وما أن توقف القصّف حتى دخل مقاتلو «داعش» ليستولوا على المكان.
وبالنسبة إلى تدمر لم يتَبَنَّ الخبراء العسكريون رواية المعركة بسبب طبيعة المكان وظروفه القتالية؛ إذ كان بإمكان حامية المدينة أن تدافع عنها وتحبط أي هجوم عليها؛ لأن لديها أفضلية على مهاجمين كان عليهم أن يقطعوا مسافات طويلة على طرق صحراوية مكشوفة، ولم يقصف سلاح الجو التابع للنظام آليات «تنظيم الدولة» تخفيفاً للضغط على قواته البرّية التي ردّت هجوماً أول لـ»داعش» الذي ما لبث أن استقدم تعزيزات ليتمكّن من دخول المدينة فيما كان قوات النظام تشرف على نقل مئات القطع الأثرية لـ»إنقاذها» من التدمير، وحين طرد «داعش» قبل أيام ذُكر أنه استطاع الانسحاب ونقل أسلحته الثقيلة على تلك الطرق المكشوفة، دون أن يتعرّض لأي قصف روسي.
عدا معلومات كثيرة متداولة عن المتاجرة بالآثار المهرّبة أسوة بالنفط، شكلت تدمر نموذجاً لاستثمار النظام في وجود «داعش» فيها وفي طرده منها بإدّعاء أن المشكلة هي مع الإرهاب، وأنه الجهة الوحيدة القادرة على ضرب الإرهاب، وبذلك شكّلت استعادة المدينة فرصاً عديدة: أولها أن ضرب «داعش» ليس انتهاكاً للهدنة الحالية لكنه يوفّر للنظام وروسيا وإيران إمكان استئناف استراتيجية استعادة السيطرة، ثانيها دعوة النظام أميركا للانضمام إليه مع روسيا في «محاربة الإرهاب»، وثالثها دعوة بشار الأسد إلى تغيير مفاهيم «الانتقال السياسي» في مفاوضات جنيف، بالاستناد طبعاً إلى «انتصاره» في تدمر.