أحدث الأخبار
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد

ازدواجية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 31-03-2016


في السلوك المتناقض نقول سلوكيات، وفي التطبيق الأخلاقي المتناقض نقول ازدواجية معايير، وفي اتخاذ جنسيتين أو أكثر للشخص نتحدث عن ازدواجية الجنسية أو الانتماء، وهناك ازدواجية اللغة وازدواجية الشخصية والفكر و... غيرها من حالات الازدواج، التي قد يكون بعضها نتاجاً طبيعياً لظروف ثقافية وسياسية مثلاً، كازدواجية الجنسية في حالات الكوارث والنكبات، وازدواجية اللغة كما في البلدان التي خضعت لاحتلالات طويلة حاول المحتل خلالها اجتثاث ثقافة ولغة الشعوب التي سيطر عليها لصالح لغته وثقافته.

في عالمنا نعاني بشكل أو بآخر؛ فكثيرون ممن حولنا ينتمون لعالم اليوم، تراهم يتسابقون لاقتناء وركوب أحدث وأفخم موديلات السيارات، الساعات، الثياب، يركبون الطائرات ويسكنون أرقى الفنادق الأوروبية، يجلسون في أكثر المقاهي والمراكز التجارية بذخاً وانتماء للفكرة الرأسمالية في أوضح تجلياتها الاقتصادية، لا يقرأون ولا تحوي أدمغتهم إلا ما حفظوه أيام المدرسة؛ لكنهم إذا ما رأوك تدخل مقهى أو مطعماً في أحد فنادق الدولة لتتناول الغداء مع أهلك صرخوا فيك: (هذا مكان فيه منكر!).

وإذا قرأت كتاباً نظروا إليه بازدراء، فهذا كتاب يجب حرقه لما يحويه من الفواحش، مع أنهم لم يقرأوه أصلاً، وإذا استمعت إلى أغنية جميلة، شمروا أكمامهم وبدأوا يسلقون السامع بألسنة حداد؛ فهو لا يصح أو مما اختلف فيه الفقهاء، وهم في حقيقة الأمر أكثر بعداً عما اتفق عليه الفقهاء. هكذا حالهم؛ يوزعون تهم الكفر والفجور والفواحش والانحراف وكأنهم يوزعون صدقات مجانية.

صحيح أن ازدواجية المعايير قضية خطيرة؛ لأن الكيل بمكيالين نوع من التحيز، وهي ممارسة ظالمة تنتهك مبدأ العدالة الذي يقوم على أساس افتراض أن نفس المعايير ينبغي أن تطبق على جميع الناس، لكن من قال إن ازدواجية الشخصية التي يعاني منها كثيرون لا تضعنا في الحالة نفسها، وإنها تربكنا اجتماعياً وتخلخل نظرتنا للعالم وعلاقاتنا ببعضنا؟ وتأملوا حين تبتلى المؤسسات بمديرين ومسؤولين يعانون من الازدواجية ويطبقون أحكاماً على الناس والموظفين هم أبعد ما يكونون عن تطبيقها أو الالتزام بها لمجرد قناعاتهم الشخصية!

هناك تربية يتلقاها البعض، سواء في المنزل أو عن طريق الأفكار التي تتسرب إليهم من جهات مختلفة تسهم في وجود هذا الخلل القيمي لديهم. وهنا نسأل عن دور مناهج التربية في إصلاح هذا الخلل وتقويمه؛ ففي زمن مضى كنا ندرس الموسيقى في المدرسة والفلسفة والمنطق واللغة الفرنسية، وهي علوم لها دور كبير في البناء الثقافي والذهني رغم محدودية الحصص المخصصة لها، حين منعت لأسباب سطوة التيار الديني نهضت الأفكار التي ترى في كل شيء كفراً وفجوراً وغير ذلك، الأمر بحاجة لمناقشة جادة فعلاً.