قال خبير استراتيجي سعودي، إن الحرب التي قادتها الرياض في اليمن ضد "الحوثيين"، عملت على توحيد العالمين الإسلامي والعربي ضمن تحالفات عسكرية واقتصادية متناغمة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الدول العربية أثبت، من خلال الحرب، قدرتها على حماية أمنها، والدفاع عن سيادتها، وقطع الطريق أمام أي اختراقات إقليمية أو دولية.
وبدأت الحرب في اليمن صباح (26|3|2015) ، بعد أن قصفت قوات "التحالف العربي" بقيادة السعودية، مطار صنعاء و"قاعدة الديلمي" الجوية، معلنة انطلاق عمليات "عاصفة الحزم"، بعد طلب تقدم به الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لإيقاف هجوم "الحوثيين"، على المحافظات اليمنية الجنوبية، بعد أن سيطروا على صنعاء.
وفي حوار مع "الأناضول"، قال الخبير الاستراتيجي السعودي، على التواتي، إن "الحرب في اليمن كانت مصيرية و حتمية، سيما بعد استيلاء جماعة (أنصار الله) على صنعاء، ومحاولات تحويل البلاد إلى قاعدة إيرانية، عبر فتح جسر جوي للإمدادات العسكرية والتموينية من طهران إلى صنعاء، وتزويد (الحوثيين) بمنظومة صواريخ إيرانية لنشرها بمحاذاة الأراضي السعودية".
وأضاف، "التواتي"، عميد ركن سابق في الجيش السعودي، أن "الحرب هدفت إلى استعادة الشرعية وتدمير القوى العسكرية، التي كانت تقدر بأنها خامس قوة في العالم العربي".
وأشار، أن أغلب المساعدات الخليجية المقدمة لليمن على مدى (30 عاما)، وجهها الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لصناعة ترسانة عسكرية هدفها دول الخليج.
وقال، إن "صالح رجل لديه قدرة على الغدر، ومن أدواته في السيطرة السماح لـ(الحوثيين) بالتنامي كقوة على حدود السعودية جنوبا، وأيضا السماح لتنظيم القاعدة، بأن يتمدد في محافظة حضرموت، وعلى الحدود الجنوبية الشرقية للسعودية".
وأوضح "التواتي"، أن الحرب نجحت في إزالة الخطر العسكري المباشر عن دول الخليج العربي، وخاصة السعودية بعد أن سيطرت الحكومة "الشرعية" حاليا على أكثر من 80% من البلاد، وتم تدمير القوى العسكرية من أسلحة ثقيلة، وصواريخ بالستية، وقوات جوية.
وقال، إن "من أهداف الحرب التي تحققت أيضا، نأي جماعة (أنصار الله) بنفسها عن إيران، بعد تعرضهم لخيبة أمل كبيرة، حيث كانوا يتوقعون أن تساندهم طهران في حرب مفتوحة ومباشرة ضد السعودية، ولكن هذا لم يحدث، مما جعل بعض قادة الجماعة يعلنون براءتهم من إيران، لاسيما بعد تأكيد دول الخليج على اعتبار الجماعة مكونًا أساسيًا من مكونات الشعب اليمني".
وحول عدم استكمال طهران لدعم "الحوثيين"، أضاف التواتي، إن "إيران لا تدخل في حرب مباشرة بعد تجربتها في الحرب العراقية، إضافة إلى إن السعودية مدعومة من أكثر من مليار مسلم، والتصعيد المباشر ستكون أبعاده غير محمودة، و لذالك فان حسابات طهران ارتأت التضحية بـ(الحوثيين)، خاصة أنهم ليسوا أكثرية في اليمن فنسبتهم لا تزيد 5%".
وتابع، "إيران دولة تتقبل الفشل بهدوء وتعمل على أهدافها مرحليا بصرف النظر عن المدة الزمنية، فسبق لها أن تمكنت من السيطرة على عواصم عربية، وهذه مجرد مرحلة أولى ستتبعها مراحل أخرى تبدأ بالتغيير الديمغرافي عبر توطين ملايين الإيرانيين في تلك العواصم، ما لم يكن هناك تحرك عربي يردعهم"
وأشار الخبير السعودي، أن "من فوائد حرب اليمن، مساهمتها في توحيد العالم الإسلامي تحت راية "التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب"، وإيجاد قوة عسكرية واقتصادية متناغمة تحت راية مناورات "درع الشمال".
وذكر، أن "الحرب في اليمن كانت بداية لاستعادة القيمة المفقودة للدولة السعودية، فقد فتحت أبواب الأمل على مصرعيه للأجيال الجديدة، التي رأت بداية وحدة إسلامية وعربية حقيقية".