أحدث الأخبار
  • 09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد

الهويات القاتلة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 27-03-2016


الحكاية جديرة بالتأمل: حكاية الرجل المغربي وزوجته وابنتهما الصغيرة التي لطالما عانت الأمرين وهي تحث الخطى تهش على أغنام ترعاها، ملابسها مهلهلة ونعالها أكبر من قدميها، اذا تعبت اسندت انكسارها الى صخرة تتأمل المدى متسائلة (الى متى هذا الحال البائس، لماذا لا يكون لي لعب ومدرسة وحذاء كبقية الأطفال؟) ولا يطول تساؤل الطفلة، حيث يقرر والدها عبور المتوسط الى فرنسا مودعاً عالماً وباحثاً عن حياة افضل في عالم آخر، يكفل له ولعائلته حياة كريمة!

كان عمر الطفلة (نجاة بلقاسم) 4 سنوات فقط حين سافرت لفرنسا، لكنها بعد 32 عاماً من ذلك التاريخ سينادى على اسمها لتؤدي القسم امام البرلمان الفرنسي باعتبارها وزيرة للتعليم العالي في الحكومة، نعم هذه واحد من اجيال كثيرة من المهاجرين العرب الذين وجدوا ضالتهم في اوروبا ووصلوا الى ما لم يصل اليه أبناء فرنسا أنفسهم.

لقد تجاوزت أسرة (بلقاسم) أزمة الهويات القاتلة كما سماها الروائي «أمين معلوف» والنظرة الكارهة للآخر، هذا الآخر الذي فتح بوابات بلاده لهؤلاء القادمين من خلف البحار ومن خلف أسوار الأوهام: أوهام الثارات القديمة والقراءات الخاطئة للدين والعقيدة، القراءات المضللة والمنفصلة عن حركة الحياة والتاريخ وبناء الحضارات!

اما في بلجيكا فعاش الشقيقان خالد وإبراهيم البكراوي، ونجم العشراوي الذين تسببوا في قتل العشرات في مطار بروكسل ومترو الأنفاق، وقبلهم فعل صلاح عبدالسلام وشقيقه إبراهيم الذي فجر نفسه في أحداث باريس التي خلفت 130 قتيلاً، هؤلاء الشباب لا يتجاوزون 26 عاماً، تلقوا تعليمهم في مدارس بروكسل كما اشتغل أهلهم هناك.

وتربوا في أحياء ومساكن محترمة، حققوا معدلات تحصيل متقدمة في مدارسهم، لم يوقفهم رجل أمن، ولم تذلهم سلطة، ولم يسلب حقهم موظف حكومة عام، فلماذا وكيف أمكنهم ان يحملوا القنابل والأحزمة الناسفة ويقتلوا الناس هكذا بلا سبب؟ هذا واحد من أكبر إشكالات مجتمعات ونفسيات المهاجرين المسلمين تحديداً في الغرب، والتي لم تجد لها تفكيكاً او تفسيراً حتى الآن!

هؤلاء الشباب مختلون نفسياً وهم مخلخلون تربوياً بسبب فشل اندماجهم في مجتمعات وبسبب صلتهم بالخطاب الجهادي المتطرف في سوريا او العراق، ينظرون للمجتمع الغربي باعتباره كافراً وضالاً ويحل قتل أفراده.

لأن هناك من أفتى لهم بهذا الجنون الذي يجعل مسؤولي بلجيكا اليوم يتهمون القرآن بأنه منبع كل الشرور، وحاشا القرآن ذلك، وما يجعل دونالد ترامب يرقص فرحاً هازئاً بكل من لامه على رأيه المتطرف في المسلمين، إنها أزمة كبرى وعلى العرب والمسلمين جميعاً ان يواجهوها بشجاعة، وإلا فإن نزعات العنصرية ستبزغ مجدداً وسيمتلئ الأفق بالانفجارات!