أحدث الأخبار
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد

الهويات القاتلة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 27-03-2016


الحكاية جديرة بالتأمل: حكاية الرجل المغربي وزوجته وابنتهما الصغيرة التي لطالما عانت الأمرين وهي تحث الخطى تهش على أغنام ترعاها، ملابسها مهلهلة ونعالها أكبر من قدميها، اذا تعبت اسندت انكسارها الى صخرة تتأمل المدى متسائلة (الى متى هذا الحال البائس، لماذا لا يكون لي لعب ومدرسة وحذاء كبقية الأطفال؟) ولا يطول تساؤل الطفلة، حيث يقرر والدها عبور المتوسط الى فرنسا مودعاً عالماً وباحثاً عن حياة افضل في عالم آخر، يكفل له ولعائلته حياة كريمة!

كان عمر الطفلة (نجاة بلقاسم) 4 سنوات فقط حين سافرت لفرنسا، لكنها بعد 32 عاماً من ذلك التاريخ سينادى على اسمها لتؤدي القسم امام البرلمان الفرنسي باعتبارها وزيرة للتعليم العالي في الحكومة، نعم هذه واحد من اجيال كثيرة من المهاجرين العرب الذين وجدوا ضالتهم في اوروبا ووصلوا الى ما لم يصل اليه أبناء فرنسا أنفسهم.

لقد تجاوزت أسرة (بلقاسم) أزمة الهويات القاتلة كما سماها الروائي «أمين معلوف» والنظرة الكارهة للآخر، هذا الآخر الذي فتح بوابات بلاده لهؤلاء القادمين من خلف البحار ومن خلف أسوار الأوهام: أوهام الثارات القديمة والقراءات الخاطئة للدين والعقيدة، القراءات المضللة والمنفصلة عن حركة الحياة والتاريخ وبناء الحضارات!

اما في بلجيكا فعاش الشقيقان خالد وإبراهيم البكراوي، ونجم العشراوي الذين تسببوا في قتل العشرات في مطار بروكسل ومترو الأنفاق، وقبلهم فعل صلاح عبدالسلام وشقيقه إبراهيم الذي فجر نفسه في أحداث باريس التي خلفت 130 قتيلاً، هؤلاء الشباب لا يتجاوزون 26 عاماً، تلقوا تعليمهم في مدارس بروكسل كما اشتغل أهلهم هناك.

وتربوا في أحياء ومساكن محترمة، حققوا معدلات تحصيل متقدمة في مدارسهم، لم يوقفهم رجل أمن، ولم تذلهم سلطة، ولم يسلب حقهم موظف حكومة عام، فلماذا وكيف أمكنهم ان يحملوا القنابل والأحزمة الناسفة ويقتلوا الناس هكذا بلا سبب؟ هذا واحد من أكبر إشكالات مجتمعات ونفسيات المهاجرين المسلمين تحديداً في الغرب، والتي لم تجد لها تفكيكاً او تفسيراً حتى الآن!

هؤلاء الشباب مختلون نفسياً وهم مخلخلون تربوياً بسبب فشل اندماجهم في مجتمعات وبسبب صلتهم بالخطاب الجهادي المتطرف في سوريا او العراق، ينظرون للمجتمع الغربي باعتباره كافراً وضالاً ويحل قتل أفراده.

لأن هناك من أفتى لهم بهذا الجنون الذي يجعل مسؤولي بلجيكا اليوم يتهمون القرآن بأنه منبع كل الشرور، وحاشا القرآن ذلك، وما يجعل دونالد ترامب يرقص فرحاً هازئاً بكل من لامه على رأيه المتطرف في المسلمين، إنها أزمة كبرى وعلى العرب والمسلمين جميعاً ان يواجهوها بشجاعة، وإلا فإن نزعات العنصرية ستبزغ مجدداً وسيمتلئ الأفق بالانفجارات!