كشفت وسائل إعلام كويتية عن مصادر دبلوماسية، أن الكويت تبذل جهود وساطة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، بناء على طلب الأخيرة ذلك، بهدف خفض حدة التوتر التي حصلت خلال الفترة الماضية، بسبب السياسية الإيرانية في المنطقة القائمة على التدخل في الشأن العربي عموما، والخليجي خصوصا، وقد تسبب ذلك في عزلة إيران إقليميا، ما دعى القيادة الإيرانية الى محاولة في فتح صفحة جديدة.
ونقلت صحيفة "الرأي" الكويتية، عن مصادر وصفتها بالمطلعة، السبت، أن رسائل حملها نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد الخالد، إلى قادة خمس دول خليجية، وتستكمل الأحد، بتسليم مسؤول كويتي رسالة مماثلة إلى قادة الإمارات، تتعلق بنقل القيادة الكويتية رغبة القيادة الإيرانية في فتح صفحة جديدة من العلاقات مع دول الخليج على مبدأ "حل المسائل العالقة بالحوار الهادىء".
وأوضحت المصادر أن الكويت كانت استقبلت قبل أيام وزير الاستخبارات الإيراني سيد محمود علوي، الذي التقى القيادة السياسية وسلمها رسالة خطية من الرئيس الإيراني حسن روحاني، تتعلق بالعلاقات الثنائية مع الكويت بشكل خاص وبالعلاقات مع دول الخليج بشكل عام، ومتضمنة رغبة قوية في أن تحل الخلافات في المنطقة "من قبل أهل المنطقة" ومن دون تدخلات خارجية.
وكشفت المصادر أن الكويت طلبت من المسؤول الإيراني إجراءات لبناء الثقة مع دول المنطقة، عارضة وجهة نظرها بالنسبة للتدخلات التي حصلت في البحرين واليمن، والأعمال المسيئة التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية واكتشاف شبكات مسلحة وخلايا في أكثر من دولة خليجية بينها الكويت.
كما عرضت القيادة الكويتية وجهة نظرها في ما يتعلق بالتدخل الإيراني في سوريا والعراق ولبنان، والخطاب التصعيدي لـ"حزب الله" الموالي لإيران ضد المملكة ودول الخليج، وسيطرته على قرار الحكومة اللبنانية ودفعها إلى اتخاذ قرارات تخالف الإجماع العربي وتعطيله انتخابات الرئاسة اللبنانية.
وأضافت المصادر أن الجانب الإيراني اعترف بوجود ضغط وتصعيد خليجي مشابه، كالخطاب الخليجي ضد إيران في مختلف مستويات مؤسسات الدول الخليجية وخصوصاً المستويين الإعلامي والسياسي، ضارباً مثالاً على "رصدت في منطقة الأهواز دعوات إلى دعم انفصال الإقليم بالمال والسلاح" وذلك بدفع خليجي بحسب زعم المسؤول الإيراني، إضافة إلى حديثه عن دعم دول خليجية لفصائل بعينها في العراق وسوريا.
وأوضحت أن الكويت ردت على مثل هذه الطروحات بأن دول الخليج لم تعتمد في تاريخها سياسة التدخل في شؤون الآخرين ولا سعت إلى إشعال حرائق هنا وهناك كي تستفيد منها سياسياً، "فلا ثورة لديها كي تصدرها ولا مصلحة لها في أي انقسام إسلامي أو مجتمعي قد تكون المتضررة الأولى منه".
وأكدت أن دعم الاستقرار والسلام وإطفاء الحرائق وإنهاء الأزمات هو السياسة العامة لكل دول الخليج، وأن بعض الأمور الإعلامية والسياسية التي قد تحصل تكون نتيجة ردود فعل على أفعال إيرانية عملية على الأرض.
و العلاقات بين الكويت وطهران ليس في أفضل أحوالها أيضا، فقد كشفت الأجهزة الأمنية الكويتية العام الماضي عن تمويل إيران لخلية العبدلي الإرهابية وتدريبهم على السلاح واستخدامه إضافة إلى تهريب كميات كبيرة من السلاح للكويت وتأكيد تورط دبلوماسيين إيرانيين في الكويت، في حين قابلت إيران هذه الاتهامات بالنفي كعادتها.
والكويت مثل بقية دول الخليج استهدفت قطع يد إيران الإرهابية المتمثلة بحزب الله الإرهابي اللبناني ضمن حملة خليجية مستمرة منذ بضعة أيام طالت إجراءات أمنية واقتصادية وسياسية.