كتب الأمير السعودي تركي الفيصل الرئيس السابق للمخابرات السعودية الذي عمل أيضا سفيرا للسعودية لدى واشنطن ولندن رسالة مفتوحة أدان فيها اليوم الاثنين التصريحات المنسوبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما التي انتقد فيها دور الرياض الإقليمي.
ووصف أوباما في تصريحاته لمجلة ذي أتلانتيك الأسبوع الماضي السعودية بأنها تغرد خارج السرب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية وانتقد ما يراه تمويلا للرياض لعدم التسامح الديني ورفضها التوصل إلى تكيف مع إيران.
وكتب الأمير تركي في رسالته المفتوحة التي نشرتها آراب نيوز المحلية التي تصدر بالانجليزية "لا يا سيد أوباما نحن لا نغرد خارج السرب."
وعدد تركي مواقف الرياض منها دعم جماعات المعارضة السورية التي تحارب تنظيم الدولة والمساعدات الإنسانية التي تقدمها للاجئين في المنطقة وتشكيلها تحالفا إسلاميا مناهضا للإرهاب.
وتمر العلاقات بين الحليفتين القديمتين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بعثرات منذ عام 2011 حين اندلعت الانتفاضات العربية وخطأت الرياض واشنطن لعدم بذلها مجهودا أكبر لمنع الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
وتابعت الرياض منذ ذلك الحين بانزعاج توصل أوباما لاتفاق مع خصمها الإقليمي إيران بشأن برنامجها النووي وحين رفض اللجوء إلى شن ضربات جوية ضد الرئيس السوري بشار الأسد حليف طهران عقب هجوم بالغاز السام في دمشق.
وخلال المقابلة قال أوباما إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة كان بوسعها تحقيق نتائج ذات معنى دون الالتزام بعدد كبير من القوات البرية وصرح بأن المنافسة بين الرياض وطهران ساهمت في إذكاء حروب بالوكالة في المنطقة كلها.
ورغم أن الأمير تركي لا يتقلد حاليا أي منصب رسمي في المملكة إلا أن العارفين ببواطن الأمور يقولون إن آراءه تعكس عادة آراء كبار الأمراء وهي مؤثرة في دوائر السياسة الخارجية في الرياض.
وفي رسالته سأل الأمير تركي أوباما عما إذا كان "مال لإيران كثيرا بدرجة يساوي فيها بين 80 عاما من الصداقة الدائمة بين المملكة وأمريكا وبين قيادة إيرانية لا تزال تصف أمريكا بأنها العدو الأكبر وتستمر في تسليح وتمويل ودعم ميليشيات طائفية في العالمين العربي والإسلامي."