أحدث الأخبار
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد

قبل أن يأتي الآخر

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 11-03-2016


انتهيت قبل أيام من قراءة كتاب مهم تحت عنوان «قبل أن يأتي الغرب.. الحركة العلمية في مصر في القرن السابع عشر»، للباحث ناصر عبدالله عثمان، والكتاب دراسة تاريخية تم خلالها إخضاع الفترة المذكورة للنقد والمراجعة، بغية التعرف على ما كان يقوله المؤرخون عنها، كفترة تميزت بالفوضى والتخلف والركود، علاوة على قولهم بأن الغرب والأخذ بالنموذج الأوروبي هو السبب فيما حدث من تغيرات حضارية وعلمية عرفتها مصر خلال القرن التاسع عشر.. الحجة التي استخدمها الفرنسيون والبريطانيون لتبرير وجودهم وسياساتهم الاستعمارية في مصر.

الدراسة كسرت ما روجت له النظرة الاستشراقية حول هذه الفترة، والتي وصفتها بالتخلف والجمود، إذ بيّنت أن ما حدث كان على العكس من ذلك، وأن مصر في تلك الفترة كانت شعلة من التغير والنهوض والحركة العلمية الذاتية المستقلة، وأنها كانت تسير نحو التطور والتقدم قبل مجيء الغرب، وكانت على وشك إنجاز عملية التحديث بنفسها وبقدراتها الذاتية، وأن الغرب هو الذي قطع عليها تطورها، وأن التدخل الغربي صحبته الكثير من المتغيرات التي كان لها تأثير واضح في تشكيل صورة الحركة العلمية المصرية خلال القرون التالية.

لقد شهدت الفترة السابقة على الوجود الغربي في مصر اهتماماً غير عادي بالعلم والعلماء، وتميز علماء تلك الفترة بخصائص في غاية الأهمية، مثل الورع والتقوى والاشتغال بأمور الدين والتقيد بالنظم والقواعد التي تتلاقى مع العلم ومكانته، كما وجد المؤلف أن المحيط الاجتماعي للعلماء في تلك الفترة ساعدهم على الاندماج وبناء علاقات قوية بطلبتهم والعمل على تأهيلهم ليحملوا الرسالة من بعدهم، كما ساعدهم على غزارة الإنتاج والعمل على الارتفاع بالمستوى العلمي المشترك بينهم وبين الطلبة، وكانت الجهود البحثية للعلماء المصريين في حينه كبيرة جداً، وقد ساعدتهم على ذلك سهولة تنقلهم بين أقاليم العالم الإسلامي، والذي لم يكن في حينه قد عرف الحدود والحواجز بين بلدانه، رغم حروب الدولتين الصفوية والعثمانية، وكان الالتزام بالاجتهاد والابتكار والإبداع في الحركة العلمية والثقافية هو الأساس.

ومما أظهرته الدراسة أيضاً أن مصر في الفترة بين القرنين الحادي عشر والسابع عشر الميلاديين كانت غنية بمؤسساتها التعليمية، وكان الكتاب فيها متوفراً بصورة سهلة وميسرة للطالب (مقارنة بالدول الأخرى في ذلك العصر)، وكانت للمدارس فيها مكتباتها الغنية.

ولم يقتصر وجود النشاط التعليمي ومؤسساته في مصر على القاهرة فحسب، بل انتشر في معظم أرجاء البلاد، لذلك ظلت مصر محتفظة بريادتها الثقافية والتعليمية في العالم الإسلامي رغم كل التحديات التي واجهتها.

وكشفت الدراسة عن اهتمام غير عادي بالعلوم العقلية (الفلسفة) لدى العلماء والمثقفين المصريين في ذلك العصر، لا يقل عن اهتمامهم بالعلوم الدينية واللغوية.

ومن أهم الاستنتاجات التي خرجت بها دراسة ناصر عبدالله عثمان أن الجوانب الفكرية لكثير من العلوم شهدت تطوراً كبيراً في القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي)، الفترة التي تميزت بصحوة كبرى وبإنتاج ملحوظ في علوم المنطق واللغة والحساب والطب، كما امتازت نتاجات علمائها بالدقة والمنهجية، وبحرص مؤلفيها على ذكر المصادر والاقتباسات ممن سبقوهم، كما تميزت هذه الفترة بوجود كثير من العلماء الموسوعيين الذين كتبوا في معظم العلوم دون أن يحصروا أنفسهم في تخصص واحد ضيق.