أحدث الأخبار
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد

خايف على عيالي

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 08-03-2016


هل تود الخروج معي؟ بالطبع! ثوانٍ.. يضغط على صورة المايك في هاتفه بالطبع، لكي لا أسمعه وهو يستأذن من «المعزبة».. يعود إليّ بعد ثوانٍ وصوته يحمل سعادة طفولية.. مرّ علي! وقبل أن أغلق الهاتف يتذكر أمراً.. هل فلان سيكون معنا؟ أجيبه بالتأكيد.. كي تزيد الحماسة فأفاجأ به يقول: آسف.. لن أحضر!

الأحمق لم يترك لي الخيار! أتصل بالآخر.. هل تود الخروج معي؟ بكل سرور.. تصل إلى منزله.. تتصل به لتخبره أنك «تحت».. يسألك كاذباً كعادته: متعشي.. أييب لك شي؟ تجيبه صادقاً كعادتك: لا.. هات أي شي! وقبل أن يغلق الهاتف يقول لك: لا تحرجني.. إذا كان فلان في السيارة فأخبرني من الآن كي أبقى في المطبخ.

تمتزج سعادتك بحزنك.. السعادة لأنك عرفت الواجبات التي تكلفه بها معزبته.. والحزن لأنك تأكدت أن ما كان بينهما لن يعود أبداً كما كان!

إلى فترة قريبة كانا يعتبران فولة وانقسمت نصفين، كما يقول التعبير المصري.. طنجرة ولقيت غطاها بالسوري.. طيرين في عش (بالأردني بتصرف).. قرية مفشوقة بالنص بالعراقي.. متشابهان متحابان.. يتبادلان أعقاب السجائر والنكات والسيارات ونقاط المرور السوداء والغتر والأعقلة (جمع عقال).. إلى أن توقف أحدهما عن مناداة الآخر بغير كلمة «الداعشي».. وتوقف الآخر عن مناداته بغير كلمة «الملحد»، على الرغم من توافقهما في كل فكرة، واختلافهما في مستوى طرق الوصول إليها.

كلما جلست مع أحدهما صرح لي وبدأ كلامه معي بمحاولة إقناعي بأنني لا أفهم ما الذي يحاك لهذه الأمة.. اللطيف أن كليهما يؤمن بأن الـ«سي آي إيه» لها يد في الموضوع.. الأول يقسم برأس أمه (ثم ينتبه ويستغفر) بأن المؤامرة من هؤلاء هدفها سلخنا عن كل ما ننتمي إليه.. تراثنا، أمجادنا، قدواتنا، مقدساتنا.. والثاني يقسم بالله (ما يجعلني ابتسم) بأن الهدف هو إعادة الجميع إلى عصور الجهل والتخلف، وإبقائهم في دوامة الكُره وقتل أحدهم للآخر..

يختم كلاهما كلامه بالجملة التي أكره سماعها.. صدقني أنت لا تفهم! إذا سيطر هؤلاء على أفكار الناس فلا مستقبل لنا.. أنا خايف على عيالي!

«الخوف على العيال» هو مربط الفرس! كل طرف يتشاءم بالنظر إلى مستقبل أسود وهو خائف على عياله.. عداوات من لا شيء.. وخطط.. وردود أفعال بسبب الخوف من المجهول، بينما الوقاية في رأي كل منهما أيضاً واحدة، وهي وجود «الدولة» بمفهومها الحديث ومؤسساتها التي تحمي المال و«العيال»..

كيف أقنع كلاً منهما بأن ضمانته هي بعمله الجاد والمخلص من أجل تقوية مؤسسات الدولة.. بأن تكون حياته في أن يتأكد من وجودها وثباتها ونجاحها كي لا يخاف على عياله؟! أعتقد أن معزبته هي خير من يفعل!