أحدث الأخبار
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد

قاعدة في التغيير

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 07-03-2016


شاهدت برنامجا تلفزيونيا كان المتحدث فيه يحرض الناس على التفاؤل، وبذات اللغة السطحية المكررة ظل المتحدث يردد أن التفاؤل جيد لك، وأنه مناسب لصحتك، وينبغي أن تتفاءل، ويجب أن تتفاءل.. إلخ. يجهل المتحدث وآلاف مثله أن الناس تعرف أن التغير إلى الأفضل جيد، وهي تؤمن بشكل مسبق وقبل ظهور المتحدثين بأهمية وضرورة التحلي بالصفات الإيجابية. أن يكون الإنسان جيدا وخيرا هذه مسلمة يتفق عليها الناس، ولذا لا حاجة لأن تتحدث للناس أو تكتب لهم عن مسلماتهم، أو أن تعرفهم بما يعرفوه أصلا. الأسلوب الوعظي يضر أكثر مما ينفع.
لكن تبقى فكرة التغير فكرة نبيلة، علينا مطاردتها كما طاردها كبار الفلاسفة في التاريخ، فأنا وأنت وغيرنا لم نكن لنتصالح مع الحياة، لو لم نكن نأمل الأفضل فيها ونتطلع له. ولن يحضر هذا الأفضل لو لم نتغير، ونحسن ظروفنا بأنفسنا.
والتغيير من الداخل ومن الجوهر، من أقوى الأفكار التي يراهن عليها في باب التغيير. لكن الإشكالية التي تبقى بعد أن نؤمن بأهمية هذه الفكرة هي: كيف إذن نتغير من الداخل؟! إن الإنسان لا يتغير لأنه جلس جلسة هادئة مع نفسه وقرر أن يتغير! كثيرون فعلوا ذلك ووجدوا أنهم لم يتغيروا كما أرادوا. كذلك المجتمعات لا تتغير لأن جموعا من أفرادها قد اتفقوا في لحظة ما أنه من الأفضل لهم أن يتغيروا بطريقة معينة. الأمر أعقد من ذلك. فالتغيير لا يتم عبر النوايا والرغبات، ولا عبر الجهد فقط، بل هو عملية مركبة ومعقدة وتحتاج إلى الكثير من التأمل والمتابعة.
أمر التغير فهذا معضلة، خفّت عندي حدة هذه المعضلة حين وجدت جملة قالها عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو في إحدى مقالاته الأكاديمية: «كي يغير العالم، يحتاج المرء إلى تغيير الطريقة التي يصنع بها العالم. هذه هي الرؤية والممارسة العملية التي يتم عبرها إنتاج وإعادة إنتاج الجماعات». تتضح أهمية هذه المقولة حين نرى كيف أن الكيانات الاجتماعية أو الثقافية ليست ذات وضعية جامدة static، وإنما تتجدد كما تفعل أنسجة الكائن الحي، وكذلك الأفراد. هذا تشخيص لطريقة التغير، وفهمه يقود إلى القدرة على توجيه هذا التغير».
طبيعة المجتمعات والأفراد تبقى إذن محكومة بنوع مواردها ومغذياتها والطريقة التي تصنع أو تنتج بها في كل مرة. تغير الداخل يحدث إذن بعد تغيير موارد هذا الداخل، هكذا تكون المعادلة أبسط: نوعية الموارد تحكي نوعية المخرجات، كما يحكي البيدر محصوله. أنت لا تسيطر على طبيعة التغير في داخلك، لكن تستطيع السيطرة على ما يصل من الخارج، ما تفعل، وما تتابع وما تنشط فيه، وما توجه أفكارك له، حتى طبيعة علاقاتك الاجتماعية. تغيير ذلك، يقود مع الوقت إلى تغير الداخل.