أحدث الأخبار
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد

قاعدة في التغيير

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 07-03-2016


شاهدت برنامجا تلفزيونيا كان المتحدث فيه يحرض الناس على التفاؤل، وبذات اللغة السطحية المكررة ظل المتحدث يردد أن التفاؤل جيد لك، وأنه مناسب لصحتك، وينبغي أن تتفاءل، ويجب أن تتفاءل.. إلخ. يجهل المتحدث وآلاف مثله أن الناس تعرف أن التغير إلى الأفضل جيد، وهي تؤمن بشكل مسبق وقبل ظهور المتحدثين بأهمية وضرورة التحلي بالصفات الإيجابية. أن يكون الإنسان جيدا وخيرا هذه مسلمة يتفق عليها الناس، ولذا لا حاجة لأن تتحدث للناس أو تكتب لهم عن مسلماتهم، أو أن تعرفهم بما يعرفوه أصلا. الأسلوب الوعظي يضر أكثر مما ينفع.
لكن تبقى فكرة التغير فكرة نبيلة، علينا مطاردتها كما طاردها كبار الفلاسفة في التاريخ، فأنا وأنت وغيرنا لم نكن لنتصالح مع الحياة، لو لم نكن نأمل الأفضل فيها ونتطلع له. ولن يحضر هذا الأفضل لو لم نتغير، ونحسن ظروفنا بأنفسنا.
والتغيير من الداخل ومن الجوهر، من أقوى الأفكار التي يراهن عليها في باب التغيير. لكن الإشكالية التي تبقى بعد أن نؤمن بأهمية هذه الفكرة هي: كيف إذن نتغير من الداخل؟! إن الإنسان لا يتغير لأنه جلس جلسة هادئة مع نفسه وقرر أن يتغير! كثيرون فعلوا ذلك ووجدوا أنهم لم يتغيروا كما أرادوا. كذلك المجتمعات لا تتغير لأن جموعا من أفرادها قد اتفقوا في لحظة ما أنه من الأفضل لهم أن يتغيروا بطريقة معينة. الأمر أعقد من ذلك. فالتغيير لا يتم عبر النوايا والرغبات، ولا عبر الجهد فقط، بل هو عملية مركبة ومعقدة وتحتاج إلى الكثير من التأمل والمتابعة.
أمر التغير فهذا معضلة، خفّت عندي حدة هذه المعضلة حين وجدت جملة قالها عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو في إحدى مقالاته الأكاديمية: «كي يغير العالم، يحتاج المرء إلى تغيير الطريقة التي يصنع بها العالم. هذه هي الرؤية والممارسة العملية التي يتم عبرها إنتاج وإعادة إنتاج الجماعات». تتضح أهمية هذه المقولة حين نرى كيف أن الكيانات الاجتماعية أو الثقافية ليست ذات وضعية جامدة static، وإنما تتجدد كما تفعل أنسجة الكائن الحي، وكذلك الأفراد. هذا تشخيص لطريقة التغير، وفهمه يقود إلى القدرة على توجيه هذا التغير».
طبيعة المجتمعات والأفراد تبقى إذن محكومة بنوع مواردها ومغذياتها والطريقة التي تصنع أو تنتج بها في كل مرة. تغير الداخل يحدث إذن بعد تغيير موارد هذا الداخل، هكذا تكون المعادلة أبسط: نوعية الموارد تحكي نوعية المخرجات، كما يحكي البيدر محصوله. أنت لا تسيطر على طبيعة التغير في داخلك، لكن تستطيع السيطرة على ما يصل من الخارج، ما تفعل، وما تتابع وما تنشط فيه، وما توجه أفكارك له، حتى طبيعة علاقاتك الاجتماعية. تغيير ذلك، يقود مع الوقت إلى تغير الداخل.