أحدث الأخبار
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد

قاعدة في التغيير

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 07-03-2016


شاهدت برنامجا تلفزيونيا كان المتحدث فيه يحرض الناس على التفاؤل، وبذات اللغة السطحية المكررة ظل المتحدث يردد أن التفاؤل جيد لك، وأنه مناسب لصحتك، وينبغي أن تتفاءل، ويجب أن تتفاءل.. إلخ. يجهل المتحدث وآلاف مثله أن الناس تعرف أن التغير إلى الأفضل جيد، وهي تؤمن بشكل مسبق وقبل ظهور المتحدثين بأهمية وضرورة التحلي بالصفات الإيجابية. أن يكون الإنسان جيدا وخيرا هذه مسلمة يتفق عليها الناس، ولذا لا حاجة لأن تتحدث للناس أو تكتب لهم عن مسلماتهم، أو أن تعرفهم بما يعرفوه أصلا. الأسلوب الوعظي يضر أكثر مما ينفع.
لكن تبقى فكرة التغير فكرة نبيلة، علينا مطاردتها كما طاردها كبار الفلاسفة في التاريخ، فأنا وأنت وغيرنا لم نكن لنتصالح مع الحياة، لو لم نكن نأمل الأفضل فيها ونتطلع له. ولن يحضر هذا الأفضل لو لم نتغير، ونحسن ظروفنا بأنفسنا.
والتغيير من الداخل ومن الجوهر، من أقوى الأفكار التي يراهن عليها في باب التغيير. لكن الإشكالية التي تبقى بعد أن نؤمن بأهمية هذه الفكرة هي: كيف إذن نتغير من الداخل؟! إن الإنسان لا يتغير لأنه جلس جلسة هادئة مع نفسه وقرر أن يتغير! كثيرون فعلوا ذلك ووجدوا أنهم لم يتغيروا كما أرادوا. كذلك المجتمعات لا تتغير لأن جموعا من أفرادها قد اتفقوا في لحظة ما أنه من الأفضل لهم أن يتغيروا بطريقة معينة. الأمر أعقد من ذلك. فالتغيير لا يتم عبر النوايا والرغبات، ولا عبر الجهد فقط، بل هو عملية مركبة ومعقدة وتحتاج إلى الكثير من التأمل والمتابعة.
أمر التغير فهذا معضلة، خفّت عندي حدة هذه المعضلة حين وجدت جملة قالها عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو في إحدى مقالاته الأكاديمية: «كي يغير العالم، يحتاج المرء إلى تغيير الطريقة التي يصنع بها العالم. هذه هي الرؤية والممارسة العملية التي يتم عبرها إنتاج وإعادة إنتاج الجماعات». تتضح أهمية هذه المقولة حين نرى كيف أن الكيانات الاجتماعية أو الثقافية ليست ذات وضعية جامدة static، وإنما تتجدد كما تفعل أنسجة الكائن الحي، وكذلك الأفراد. هذا تشخيص لطريقة التغير، وفهمه يقود إلى القدرة على توجيه هذا التغير».
طبيعة المجتمعات والأفراد تبقى إذن محكومة بنوع مواردها ومغذياتها والطريقة التي تصنع أو تنتج بها في كل مرة. تغير الداخل يحدث إذن بعد تغيير موارد هذا الداخل، هكذا تكون المعادلة أبسط: نوعية الموارد تحكي نوعية المخرجات، كما يحكي البيدر محصوله. أنت لا تسيطر على طبيعة التغير في داخلك، لكن تستطيع السيطرة على ما يصل من الخارج، ما تفعل، وما تتابع وما تنشط فيه، وما توجه أفكارك له، حتى طبيعة علاقاتك الاجتماعية. تغيير ذلك، يقود مع الوقت إلى تغير الداخل.