بعد سلسلة متلاحقة من العقوبات والإجراءات الخليجية، جاء قرار مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله اللبناني «منظمةً إرهابيةً» قرارًا متوقعًا وغير مفاجئ لأي متابع لتطورات الأزمة الأخيرة، التي نشبت بين الحزب والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد.
وإذا ما تساءلنا كيف سيتصرف حزب الله عقب قرار حظره من مجلس التعاون الخليجي. هذا الحزب الذي يقوده حسن نصر الله، المُصرّ، حسب محللين على «موقفه المعادي للسعودية»، والذي «لا يملك غير الخيار الانتحاري الذي سار فيه»، يمكننا القول إن المحللين يستبعدون لجوء نصر الله للعب بالورقة السورية، ويرجحون أن يكون التحرك القادم من اليمن، وذلك لأن اليمن أسهل في ضرب السعودية من قبل الحزب وحلفائه الحوثيين وإيران.
وفي هذا السياق، كان حزب الله قد أعلن أن هناك صواريخ باليمن قد تصل إلى داخل الأراضي السعودية، كما كشفت مصادر سعودية قبل أيام، عن أن عناصر من الحزب تمكنوا بالفعل من ضرب أهداف سعودية، عندما اجتازوا الحدود اليمنية- السعودية، إذ إن لدى الحزب أوراقًا عديدة في الداخل اليمني، ربما سيستغلها في الأيام القليلة القادمة.
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي سعيد عيسى على أن «الأيام القليلة القادمة ستشهد تدخلات قوية في اليمن من جانب حزب الله اللبناني؛ للرد على قرار مجلس التعاون الخليجي الذي اعتبره منظمةً إرهابيةً»، مشيرًا إلى أن الحزب «سيزيد من دعمه للحوثيين بشكل أكثر حدة، بينما لن يستطيع اختراق هدنة وقف إطلاق النار بدون موافقة النظام السوري والجانب الروسي، خاصة أن الفرقاء الإقليميين استشعروا مدى تقلص أدوارهم في سوريا بعد دخولها مرحلة جديدة من التفاهمات أقرب إلى التسوية، وفي هذا الإطار يسعى كل طرف لإثبات أنه رقم صعب في المعادلة».
وفي الأساس فإن حزب الله يوجه عدوانه ضد دول الخليج بصورة مباشرة وخاصة في الكويت والبحرين بعد كشف العديد من الخلايا الإرهابية التي تؤكد التحقيقات معها أنها تلقت دعما وتدريبا على السلاح من جانب الحزب الإرهابي، إضافة لإرساله مقاتلين لليمن.