أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

«البحيرة والسلم وصديقي النصاب والكاميرا التلفزيونية المغلقة وأمور أخرى

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 06-03-2016


أقف أمامه لأحول بينه وبين ركوب المصعد، ينظر إليّ باستفسار، أشير دون أن أتكلم إلى تلك اللوحة التي أصبحت إكسسواراً إلزامياً في كل المصاعد، صورة كاميرا مرورية وتحتها عبارة: «المصعد مراقب بدائرة تلفزيونية مغلقة»، بالطبع أنا لا أعرف الفرق بين الدائرة المغلقة والمفتوحة، وكيف تكون الكاميرا تلفزيونية وهي مغلقة، ولكنني بشكل عام لا أحب ذلك الشعور بأن هناك من يتلصّص عليّ! الأمر ليس مريحاً كما تعلم، يقول لي صاحبي كلمة واحدة قبل أن يتجاوزني بطريقة غير حضارية: ظريف! عندها فقط أتنبه إلى حالته الصحية، فالذهاب إلى الطابق الثاني باستخدام السلم يعد نوعاً من أنواع القتل المتعمد بحق مدخن عتيد!

ننهي اجتماعنا في الطابق الثاني، ونتمشى في «الفسحة» التي منحنا إياها الطقس خلال الأسبوعين الماضيين، حين قرع جرس حصة الرطوبة الطويلة، ليسمح لنا بقضاء دقائق معدودة في هذه الأسابيع قبل العودة إلى درس القضاء والقدر في جزيرة العرب، الذي سيستمر للأشهر الثمانية التي تلي هذه الفسحة.. نقف على ضفاف بحيرة خالد، البقعة السياحية الأجمل في دولة الإمارات، تلك البقعة التي ترتبط بالكثير لدى أهالي الشارقة، خصوصاً منذ أن فرش الشيخ سلطان عباءته على ضفافها، وصلى جماعة مع مسؤولي البلدية، وهم يرسمون تخطيط إنشائها في السبعينات، وحتى يومنا هذا مازالت الأجمل والأقرب إلى القلوب، يتحدث صديقي عن جمال البيئة وضرورة الاهتمام بها من أجلنا ومن أجل الأجيال المقبلة، يلقي بعقب سيجارته في البحيرة، ثم يحدثني عن فرص الاستثمار في البيئة، وهو يقدم لي بعض شرائح البطاطا المقلية من كيسه، وكيف يمكن تحويل البيئة إلى منجم استثماري مهم، يلقي بالكيس في البحيرة، وأخيراً يسبل عينيه بتقوى، وهو يذكرني بأن البيئة والحفاظ عليها فرض عين، وليس فرض كفاية، يلقي بـ«قوطي البيبسي» خلف ما سبقه، ثم نغيب أنا وهو كل منا في أفكاره الخاصة في غروب جميل آخر، حين تنهار مقاومة الشمس، فتسقط في هوى بحيرتنا عاشقة ككل سكان المدينة!

في رأيي فإن جميع العاملين في مجالات ثلاث، هي: البيئة وحقوق الإنسان وحرية المرأة، هم ليسوا بشراً رماديين مثلي ومثلك، فهم إما ملائكة تفني حياتها في طلب تلك الحقوق، وتؤمن بقضيتها، أو أنهم كصاحبي نصابون من طراز رفيع، رأوا أن الاهتمام بتلك الأمور موضة فتبعوها، مجرد موضة أخرى، مثل سوار الطاقة، والكندورة المخصرة، والاستماع إلى ليونيل ريشي! مجرد موضة أخرى، والأمر لا يهمني، ولكن ما يهمني هو جهد الجهات المسؤولة الكبير، الجهات التي حاولت بكل الطرق حماية بحيرتنا الجميلة، من التوعية بكل اللغات، بما فيها اللغات المنقرضة في جنوب شرق آسيا، وبالغرامات وبالحملات والاستعانة بالغواصين لتنظيف لا مبالاة الزوّار، إلى شق قناة لتجديد مجرى المياه، ولكن في بعض الأحيان لا تملك إلا أن تتذكر المصعد الذي ذهب بنا إلى الطابق الثاني، الحل الوحيد للحفاظ على بحيرتنا هو الدائرة التلفزيونية المغلقة، لمراقبة «الموسّخين»، «وسّخهم الله في الدنيا والآخرة»، ومحاسبتهم بقسوة، فالحفاظ على بحيرتنا الجميلة أهم بكثير من زخّ أحدهم إذا قرر المشاغبة في أحد المصاعد! وأنا لا أعرف صدقاً ما الذي يمكن أن يقترفه أحدهم في مصعد، ويعاقب عليه القانون!