أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

«الحب والرعب!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 01-03-2016


أثناء مراهقتك الصحية تمارس عدداً لا بأس به من الموبقات مثل إحضار غطاء علبة حليب مجفف وإشعال نار هادئة تحتها، ووضع حشرة بها ما يكفي من حمض النمليك وانتظار ذلك العمود الدخاني الأبيض المبهج!

وأثناء مراهقتك المالية تعتقد بأنك خطوت أولى مراحلك الصحيحة باتجاه النجاح، وأنت تحصل على رقم مستثمر من سوق الأسهم وتقلد طريقة الوليد في وضع غترته، وربما قمت بشراء بضعة آلاف من أسهم شركة براقة على المكشوف دون أن ترتدي فانيلتك الداخلية! وأثناء مراهقتك العاطفية تمسك بيد صاحبك الذي يقود السيارة بقوة يكاد معها يفقد سيطرته على العربة ليصبح كلاكما «خبراً عاجلاً»، وتقول له بصوت مفعم بالحماسة: حبتني! والله حبتني، لمجرد أنها نظرت لك وهي تتثاءب أمام إحدى الإشارات الضوئية! وأثناء مراهقتك الفكرية تقلب قنوات التلفاز بين مختلف القنوات الإخبارية وتطالع التصريحات السياسية لمختلف السياسيين، معتقداً بأنهم سيقولون الحقيقة ذات يوم!

وأعترف هنا بأنني في أثناء مراهقتي السياسية – قبل أن يجبرني أحدهم على التوبة بحديثه عن العذاب الذي ينتظر المحللين السياسيين في الدنيا قبل الآخرة – كنت مولعاً بمشاهدة أفلام الاعتذار والتوضيح والقرارات المصيرية التي يقولها السياسيون، كنت أستمتع برؤية الخوف في عيونهم بدلاً من الغرور، أحب تلك العدالة الشاعرية في تصاريف القدر، وأذكر منها الكثير.

فمازلت أذكر خطاب بيل كلينتون الشهير الذي اعتذر فيه عن تصرفاته الصبيانية مع المتدربة «الملظلظة» في البيت الأبيض، ولكني أذكر أنني رأيت في نظرته الخوف ولكني لم أرَ الرعب.

مازلت أذكر نظرة برويز مشرف وهو يلقي خطاب انحياز باكستان إلى الطرف الأبعد في الحرب الأميركية على أفغانستان، ورأيت أيضاً في نظرته الخوف ولكني لم أرَ الرعب.

مازلت أذكر خطاب اللواء عمر سليمان أثناء احتشاد الثوار في التحرير، ليعلن تنحي «الريّس» عن منصبه رأيت في نظرته الخوف ولكني لم أرَ الرعب.

والعديد العديد من الأفلام التي يتقن السياسيون صياغتها، كلهم خائفون، إما من ردة فعل الشعب أو بسبب ما جنته أيديهم، ولكني أشهد بأنني لم أرَ سياسياً مرعوباً لدرجة الإغماء إلا في الفيديو الذي نشرته وكالة الأنباء الكينية الأسبوع الماضي للرئيس الكيني، وهو يعلن فيه للشعب والأمة بأنه ليس متزوجاً من امرأة أخرى، وأنه لم ولن يحب سوى زوجته اللطيفة والجميلة «التي كانت تقف إلى جواره بالطبع ولديها نظرة مديرة مدرسة لطيفة»، الرجل كان مرعوباً بصدق، كانت يداه ترتجفان، وشفته العليا تكاد تتمزق، وصوته يقطع نياط القلوب، هذا رجل كما يقول الأجانب «died man walking».

للرعب فنون يا صديقي الرئيس!

وهناك دائماً ما هو أخطر من السياسة!