أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

إيقاد الشموع لا يكفي

الكـاتب : ياسر حارب
تاريخ الخبر: 24-02-2016


عندما كنتُ طفلاً في المدرسة كنت أحب الموسيقى، ورغم أنني لم أكن أجيد العزف، إلا أنني لم أتأخر عن حصة الموسيقى يوماً، وفجأة قيل لنا إن الموسيقى حرام، وتم اقتلاعها من الجدول الدراسي، وعلمتُ لاحقاً أن غرفة الموسيقى تحولت إلى مخزن. اتجهتُ إلى الرسم والتلوين والنحت، رغم فشلي فيها أيضاً، وإلى اليوم لا أستطيع أن أرسم خطاً مستقيماً، لكنني أحببتُ الفن كثيراً. لم أكن أعرف حينها أنها من أكثر الفنون نُبلاً وإبداعاً، ويكفي أن نزور المعابد القديمة ونلقي نظرة على جدران الكهوف العتيقة حتى ندرك أن الرسم كان لغة الإنسان الأول، والوعاء الذي احتمل فضفضاته وحملها عبر التاريخ. وفي يوم من الأيام اختفت حصة «الرسم» أيضاً، وعندما سألنا قيل لنا إنه مضيعة للوقت، والنحت صناعة للأوثان، وذلك حرام.

وفي المرحلة الثانوية اختفت دورس الفلسفة والمنطق من المناهج، ولا أدري إلى اليوم لماذا ألغيت! وقبل عامين، كنت أراجع مع ابني (سعيد) كان يبلغ 10 سنوات، مادة التربية الإسلامية، فوجدتُ باباً عن الجهاد وفضائله. تناولتُ القلم وشطبتُ على الدرس وكتبت للمعلم ما معناه إنني أرفض أن يدرس ابني هذه المفاهيم المغلوطة، ووضعت له رقمي وطلبت منه الاتصال بي، إلا أنه لم يفعل. وقد يتساءل القارئ الكريم عن كلمة «مغلوطة» في حق الجهاد، وأقول له إن الشيخ العلامة عبدالله بن بيّه، قد قال، قبل سنتين، بتحريم جهاد الطلب، مع بقاء جهاد الدفع مشروعاً على الدوام. وتأصيله لهذا المفهوم طويل لا تتسع له مساحة المقال، لكنه باختصار أن الجهاد كان مشروعاً قديماً لأن النظام العالمي كان مُركّباً حينها بطريقة مختلفة عن اليوم، فإما أن نَغْزو أو نُغزى. أما اليوم، ومع وجود القوانين والاتفاقات الدولية تغير الوضع تماماً، وأصبح جهاد الطلب تجاوزاً للقوانين واعتداءً على الناس وإفساداً في الأرض. وقبل أيام تم تعيين وزيرين جديدين في وزارة التربية والتعليم، إلى جانب الوزير الحالي، وقالت الحكومة إن التعليم هو رأس الأولويات. رسالتي للوزراء الجدد، ولجميع وزراء التعليم في المنطقة، هو أننا تعبنا من الخوف من المتشددين، تعبنا من قتل الجمال وسحق الإبداع باسم الدين حتى أصبح المجتمع متطرفاً عنيفاً، وادخل «تويتر» و«واتس أب» لتتأكد من صحة ما أقول. لابد أن تقف وزارة التربية والتعليم وقفة شجاعة وتواجه مفاهيم مربكة، كالجهاد والولاء والبراء، وغيرها من المفاهيم التي جرّتنا إلى التطرف والإرهاب، فبتعديل المناهج فقط سننتج جيلاً عقلانياً.

أقول لوزراء التعليم: لا يكفي أن توقدوا شموع التنوير والتسامح، بل تحتاجون إلى جانب ذلك إلى لعن الظلام مع كل شمعة توقدونها. يجب أن يُجرّم التكفير، ويُجرّم العنف، وتُجرّم الكراهية في المناهج بوضوح تام. يجب أن تتحلوا بالشجاعة الكافية لمواجهة الأفكار الظلامية وتقولون لا، لا لمحاربة العقل بالدين، لا لتكفير المبدعين والمفكرين، لا لشيطنة الفكر الحر الذي به فقط تسمو الحضارات، ويصبح الإنسان إنساناً.