أحدث الأخبار
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد

مساحة للملل

الكـاتب : ياسر حارب
تاريخ الخبر: 22-02-2016


افتح هاتفك الآن وتساءل: كم تطبيقاً فيه لم تستخدمه منذ مدة؟ كم برنامجاً لم تفتحه إلا مرة واحدة لكنك أنزلته لأن شخصاً ما نصحك به؟ افتح دولابك وتساءل: كم قميصاً لم تلبسه منذ اشتريته؟ انظر إلى الكتب المتراكمة في غرفتك أو مكتبك وتساءل: كم كتاباً تنتظر الوقت المناسب حتى تقرأه؟ قف أمام المرآة وتساءل: كم مرة قررت ممارسة الرياضة ولم تفعل؟

من عادات الناس اليوم ملء جدولهم اليومي بالمهام والأعمال حتى ينجزوا أكثر؛ وينجحوا أكثر، والحقيقة تقول إننا لا نستطيع تحقيق كل أحلامنا. لا يمكننا أن نكون عازفين وفي الوقت نفسه نقاداً أدبيين، ومحللين سياسيين، ورياضيين بارعين، وأصحاب شركات ضخمة.. إلا أننا نحاول؛ لأن ذلك يمنحنا قيمة، لكننا لا ننجح! هل سمعت عن السؤال المُكَرَّر؟ إنه أهم سؤال في الوجود «لماذا؟»، وربما أقدم سؤال. «لماذا يا رب خلقت آدم؟»، أليس هذا فحوى سؤال الملائكة لربّ العزة؟ كم مرة سألت نفسك لماذا تفعل كذا وكذا؟ لماذا تحتفظ بكل هذه الثياب في خزانتك؟ لماذا تشتري كتباً تعلم أنك لن تقرأها في حياتك؟ لماذا تسافر إلى مدن لم تحبها يوماً؟ لماذا تعمل في وظيفة تكرهها؟ إجابتك عن هذا السؤال، بينك وبين نفسك، تشبه وقوفك أمام المرآة؛ إنه الفعل الوحيد الذي يُريك حقيقتك المجردة. أنا شخصياً أكرر هذا السؤال على نفسي كل يوم منذ سنوات عدة حتى أستدرك ما ضاع من عمري في فعل أشياء لا تمثلني أبداً. الإجابة عن هذا السؤال ساعدتني على معرفة نفسي أكثر، على رؤية الصورة الكبيرة للحياة، تلك الصورة التي تغيب عنا لأننا مشغولون بالتفاصيل جداً.

يُقال إن التخلي أصعب من التملّك. تحتاج إلى أن تتخلى عن بعض أحلامك، عن كثير من رغباتك وممتلكاتك، عن أصدقائك الذين «تظن» أنهم أصدقاؤك. تحتاج إلى أن تتخلى عن التافه وإن كان كبيراً.. عن المنصب والوظيفة، عن الرغبة في التملك والسيطرة، وعن محاولة كتابة رواية منذ سنوات عدة لأنك أدركتَ الآن أنك لست كاتباً. هل تعلم أن كلمة «أولوية» ظهرت لأول مرة في اللغة الإنجليزية في القرن الخامس عشر، ولم تُجمع إلى «أولويات» إلا في القرن العشرين؟ تُضحكني هذه الجملة «قائمة الأولويات»، لأنها تُفرغ المعنى من مكنونه، كأن يقول أحدهم «الفائزون بالمركز الأول»، لأن الحقيقة تقول إن الأول واحد فقط، وكذلك هي الأولوية.

يُقال إن نيوتن وآينشتاين كانا يُخصصان ساعة أو أكثر في اليوم للشعور بالملل والهروب من التزامات الحياة، فيجلس أحدهما وحيداً دون أن يفعل أي شيء. واليوم، كثير من رؤساء الشركات العملاقة يفعلون ذلك؛ حيث وجدوا أن الجلوس دون فعل شيء حتى الملل يصفي الذهن لكي يرى الإنسان نفسه بوضوح، ويساعده على التفكير بعمق في الأشياء التي تستحق التفكير. الملل ليس جلسة تأمل أو استرخاء، بل مساحة بسيطة في الحياة، مليئة بالنقاء والتجرد من كل شيء سوى الحقيقة. وعندما يتمكن الإنسان من الوصول إلى البساطة فإنه يفهم كيف يعمل الكون، تماماً مثلما فعل آينشتاين الذي قال إنه لو لم يكن فيزيائياً لكان موسيقاراً. يقول الدلاي لاما: «عندما تكون الحياة بسيطة تُصبح القناعة عملاً سهلاً».