تجددت المطالبات في سلطنة عُمان بإطلاق حرية الرأي وكف يد الدولة عن ملاحقة الصحافيين، وذلك بعد أن أصدرت محكمة في السلطنة قراراً بسجن الإعلامي نصر بن ناصر البوسعيدي لمدة عام كامل، على أن يتم تنفيذ شهر واحد فقط من الحكم بشكل فعلي، إضافة إلى تغريمه مبلغاً من المال.
وأصدرت المحكمة الابتدائية بنزوى غرب العاصمة في (16|2) 2016 قرارها بسجن البوسعيدي سنة يُنفذ منها شهرا إضافة إلى دفع 200 ريال عماني (نحو 520 دولاراً) في حالة الاستئناف، وذلك بتهمة «التعدي بالسب والقذف في حق المسؤولين عن «فلج دارس» في ولاية نزوى، وذلك من خلال تغريدات نشرها عبر حسابه في موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر» و»فيسبوك».
وكان نصر البوسعيدي قد تناول عبر حسابه في «تويتر» و»فيسبوك» قضية الصراع بين أهل الوقف وبلدية الولاية على وقف عبارة عن حدائق بولاية نزوى يرويها نهر صغير يعرف بــ»بفلج دراس» راح ضحية هذا الصراع حديقة «مرفع فلج دارس».
وفي مجموعة من التغريدات على «تويتر» والتدوينات على «فيسبوك» اتهم البورسعيدي القائم على إدارة الوقف والمعروف باسم «وكيل الفلج» بالمسؤولية عن قتل الحديقة بحجة البحث عن الإيجار بعدما كانت هذه الحديقة عامة ومجانية بيد البلدية لجميع الزوار، كما انتقد عجز الحكومة عن حل هذه الإشكالية وترك المكان يتدهور هكذا دون حراك، لاسيما أن المشكلة الأساسية هي الإيجار فأهل الوقف بوكلائهم يريدون الإيجار من المكان، والبلدية ترفض دفع الإيجار لأنها ترى أنها وضعت لجميع أهل نزوى والزوار كمكان عام وبالمجان، وهو ما اعتبرته النيابة العامة سبا وقذفا لوكلاء «فلج دارس».
وأدانت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» الحكم الصادر على البوسعيدي بسبب عبارات كتبها على الانترنت تتضمن رأيه الشخصي في قضية عــــامة، وقالت «إن الإعلامي نصر بن ناصر البوسعيدي، مدافع شريف عن حقوق المواطنين والحقوق البيئية في عُمان، حاول أن يلفت اﻻهتمام لموطن من مواطن الخلل والتقصير في مجتمعه، فعوضاً عن تشجيعه ومكافأته جرى الحكم بسجنه وتغريمه، وهو ما يعطي الفرصة للسلبية واللامبالاة بالتفشي في المجتمع».
وطالبت الشبكة بإسقاط «التهمة الجائرة» بحق الإعلامي نصر بن ناصر البوسعيدي، وبتوفير الجو الملائم لحرية التعبير وإظهار مواطن الخلل في المجتمع.

ويواجه الناشطون العمانيون حربا أمنية من جانب جهاز الأمن ويلاحق جميع الناشطين إبان الحراك العماني عام 2011 والذي استطاعت السلطات الالتفاف عليه آنذاك وتهدئة الشعب ثم سرعان ما شن جهاز الأمن حملة انتقامية لا تزال متواصلة.