أحدث الأخبار
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد

«صديقي المسؤول..!!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 14-02-2016


اتصل بي في صباح ذلك اليوم، ليخبرني بأن لديه ثلاثاً وأربعين دقيقة وعشرين ثانية، يمكننا أن نلتقي خلالها في أحد المقاهي الواقعة في منتصف الطريق بين فعاليتين يجب عليه أن يكون حاضراً في كل منهما.. قبل أن أجيبه، وقبل أن أقوم بعمل جرد ذهني سريع لتوافر أو عدم توافر «كندورة المناسبات»، التي أرتديها كلما التقينا، قال لي: لديّ ثلاث وأربعون دقيقة وعشر ثوانٍ.. وافقته بالإيجاب قبل أن أسمع عبارة «عند الإشارة»، وأنا أعلم أن الإشارات لا تمارس سلطتها عليه.

حينما التقينا كان متنكراً بتلك الطريقة الشعبية.. يضع نظارة سوداء كبيرة، ويلف الغترة على كتفيه اتقاءً لبرد وهمي.. يجلس إلى الطاولة التي أجلس إليها، وهو يلتفت حوله خشية أن يتعرف إليه أحد، فيفسد مراجعٌ ما لقاءنا القصير بمجموعة شكاوى من صعوبات الحياة، أو تفسد مراهقةٌ ما لقاءنا بتوسلها اللحوح لالتقاط صورة معه.. أقول له مازحاً: إن علاقتنا شرعية تماماً، فلماذا كل هذه الإجراءات؟! لماذا تشعرني بأنني عشيقة تحت الطاولة؟! يتنهد بحسرة وعيناه تقولان الكثير مما لا يستطيع قوله.. كل ما يريده هو حياة عادية، لم يعد بإمكانه أن يعيشها.

بيننا اتفاق غير مكتوب أن لا أسأله عن تفاصيل عمله، لأنه يأتي هرباً منه، وأن لا يسألني عن تفاصيل حياتي، لأني آتي هرباً (منها).. نتحدث عن كل شيء أحمق آخر.. أضحك كثيراً.. ويضحك بتحفظ.. فللمسؤولية تبعات.. أرغب بشدة أن أعانقه، ولكنني أخشى أن يضع عناقي في خانة الآخرين، فأحجم عن ذلك، وأكتفي بأن أعانقه في قلبي.. بصمت.. يغادر صديقي بسبب اتصال طارئ في اللحظة التي أكتشف فيها عشرات الاتصالات التي لم أسمعها، لأن هاتفي صامت كذكرياتي.. لكنني لا أهتم.. فأهم اتصال لم أرد عليه كان من شركة تصر على أن صحونها مقاومة للصدأ..! صدأ الصحون لم يعد هو أكثر أنواع الصدأ التي نخشاها، ولكن من يملك الجرأة لإبلاغ صاحبة الصوت الجميل بهذه الحقيقة!

اعتدنا أن نحسد كل من يتم وضعه في موقع مسؤولية، دون أن نتخيل للحظات حياتنا في مكانهم.. أن تصحو قبل صياح الديك.. أن تحرص على أن تكون في وضعية الجاهز للتصوير في أي لحظة.. أن لا تعبر عن أحاسيسك التلقائية إلا بحساب ردات الفعل من كل الأطراف.. أن لا تستطيع ممارسة هواية بذيئة أمام الآخرين.. أن تترك صغارك في المنزل قبل موعد صحوهم، وتعود للمنزل بعد موعد عودتهم إلى النوم.. أن تحاط دوماً بمن لا تعرف مدى وصدق حبهم عن مدى وصدق حاجتهم! اعتدنا أن نحسد أي شيء، وإن كان ما يتمنى صاحبه إلقاءه علينا! .. كي يعيش مثلنا!

أتمتم في داخلي بالنيابة عن صديقي بيتاً قاله شاعر أحببته لكثرة ما كرهه أعداؤنا وأعداؤه:

إن يحسدوني على موتي فوا أسفاً..

حتى على الموت لا أنجو من الحسد!