أشعل آلاف الأطباء المصريين الجمعة (12|2) حركة احتجاجات واسعة ضد الحكومة، بسبب ما يعتبرونه فشلا في حماية أطباء تعرضوا للاعتداء الأسبوع الماضي على أيدي عنصرين في الشرطة في مستشفى في القاهرة.
واتخذت نقابة الأطباء عددا من القرارات الغاضبة بحضور تاريخي لأكثر من عشرة آلاف طبيب، بينها إحالة وزير الصحة إلى مجلس تأديب، ومطالبة الرئيس المصري بإقالته، والتوقف عن تقديم الخدمات الطبية بالأجر، مع التلويح بإجراءات إضافية حتى تتم محاسبة الشرطيين المتهمين بالتعدي على طبيب مستشفى المطرية أثناء أداء عمله.
وردد آلاف المشاركين من الأطباء المحتشدين أمام دار الحكمة (مقر نقابة الأطباء) هتافات من ثورة من يناير، منها: «عيش. حرية. عدالة اجتماعية»، ورفعوا لافتات بينها «أنا عامل مصري… أنا فلاح مصري… أنا موظف مصري… أنا مواطن مصري… أنا دكتور مصري… أنا صحافى مصري… أنا مدرس مصري… أنا مهندس مصري… أنا محامي مصري»، في إشارة إلى أن قمع النظام طال جميع فئات المجتمع.
وانتقدت صفحة «أنا آسف يا ريس» الداعمة للمخلوع حسني مبارك، تظاهرات الأطباء ودعوات إضرابهم عن العمل، واصفين هذه الإضرابات بالمشبوهة والمدعومة من جماعات الإخوان و6 أبريل.
وكتبت الصفحة فى عدة ملاحظات: «لو الأطباء شايفين أنه من حقهم أنهم ينزلوا يتظاهروا ويعملوا إضراب عشان مشكلة فردية مع شرطي أخطأ، فالناس اللي أنتو نسيتوا في بطنهم الفوط والمقصات، واللي أنتوا قتلتوهم وسببتولهم العمى بإهمالكوا، دول بقى هما كمان أهاليهم يعملوا فيكوا إيه؟»، متسائلة «لو أنت كدكتور شايف أنك نازل عشان تتظاهر وتعبر عن غضبك عشان مشكلة فردية مع فرد شرطة أخطأ، أمال حضرتك رافع صور محبوسين من الإخوان ليه؟».
وكان طبيبان في مستشفى المطرية التعليمي، شرقي القاهرة، قد اتهما 9 أمناء شرطة بقسم المطرية بالاعتداء عليهما في (28|1) الماضي. فيما قررت النيابة الإفراج عن الأمناء التسعة بعد 24 ساعة من استدعائهم لـ«استكمال التحقيقات الجنائية» التي تباشرها، وهو ما أثار غضب الأطباء.
وتطالب النقابة بإحالة أمناء الشرطة إلى محاكمة جنائية بشكل عاجل، إضافة إلى وضع آلية لمنع تكرار ظاهرة الاعتداء على الأطباء.
وأثارت إزالة قوات الأمن الموجدة بمحيط نقابة الأطباء مولدات الكهرباء الخارجية، تحسبا لأي حالة طوارئ من انقطاع التيار الكهربائي، غضب عدد كبير من الأطباء المشاركين، واعتبروه نوعا من التضييق الأمني على الجمعية العمومية غير العادية، مرددين هتافات منها «الداخلية بلطجية».
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، في مؤتمر صحافي «إن كرامته من كرامة الطبيب ولا يقبل بإهانة أي طبيب، ويكن الولاء لمقدمي الخدمة الطبية الشرفاء»، مؤكداً «أن الوزارة مسؤولة مسؤولية تامة عن كرامة أبنائها».
وطالب الدكتور مؤمن عبد العظيم، أحد الأطباء المعتدى عليهم بمستشفى المطرية التعليمي، من قبل أمناء الشرطة بعدم السماح لأي شخص أن يصطحب الأطباء للأقسام للتحقيق معهم لأي سبب كان، مؤكدا أنهم لن يقبلوا بهذا مجددا، مع ضرورة حماية المستشفيات، قائلا نريد علاج المواطنين وليس الصدام معهم، ومنع دخول أي فرد مسلح إلى المستشفى تحت أي ظرف من الظروف.
وتلقف الناشطون المصريون وقفة الأطباء ووصفوها "بانتفاضة الأطباء" معتبرين أن أزمة النظام مع الشعب المصري تفوق مشكلته مع الأطباء فقط في إشارة إلى الفشل المتراكم الذي يعانيه النظام في كافة مجالات الحياة في مصر وسط تأكيدات حقوقية عالمية بأن قمع نظام السيسي للنشطاء يفوق قمع نظام مبارك.
وتأتي احتجاجات الأطباء بعد يوم واحد من ذكرى تنحي مبارك في (11|2|2011) مذكرة بالمظاهرات السلمية واسعة النطاق التي عاود الجيش الالتفاف عليها واختطف الدولة مجددا إلى حكم عسكري مستمر منذ انقلاب 1952.