حققت حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات الدولية المعروفة بـ«BDS»، نجاحاً ملحوظاً هذه المرة على الساحة الفرنسية. فقد أرغمت الحركة الحكومة الفرنسية على التراجع عن «صفقة» لشراء طائرات إسرائيلية من دون طيار، وذلك ردا على «سياسات حكومة بنيامين نتنياهو تجاه الفلسطينيين».
وأوقفت وزارة الدفاع صفقة مع شركة «إلبيت» الاسرائيلية، التي تصنّع هذا النوع من الطائرات، واستبدلت خيارها، بطائرات من إنتاج شركة فرنسية محلية.
يُذكر أن الشركتين الإسرائيلية «البيت»، والفرنسية «وتاليس»، كانتا في طريقهما لإنجاز صفقة الطائرات من غير طيار، إلا أن قرار باريس أدى إلى إسقاط المشروع، ما كبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر مهمة.
وجمعت حركة المقاطعة تواقيع 8 آلاف شخصية فرنسية على عريضة تطالب وزارة الدفاع بالتراجع عن صفقتها المفترضة.
ونشر موقع «القناة العاشرة» الإسرائيلية أن حركة المقاطعة أوضحت في عريضتها حقيقة أن الطائرات بدون طيار تستخدم بشكل واسع في الحروب التي تشنها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين، وفي تنفيذ عمليات اغتيال في قطاع غزة على وجه الخصوص.
إلى ذلك، أعلن التلفزيون الإسرائيلي إلغاء الصفقة، مؤكداً ان العريضة التي عممت نجحت في الضغط على الحكومة الفرنسية. وأشار الى أن باريس تتعرض لضغوط سياسية كبيرة على يد الجماعات اليسارية، لوقف التعاون مع تل أبيب.
وأتى هذا النجاح الجديد لـ BDS على إسرائيل في وقت افتتح فيه في مدينة تل أبيب مؤتمر لمواجهة الحركة الدولية وكذلك اللاسامية، بمشاركة ممثلين عن حكومة الاحتلال والكنيست وعدد كبير من ممثلي المنظمات اليهودية في أنحاء العالم.
وتشرف على تنظيم هذا المؤتمر النقابة العمالية اليهودية ووزارة الشتات اليهودي. ودعا مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب إسرائيل وأصدقاءها إلى شن حملة دعائية مضادة لشيطنة حركة المقاطعة الدولية، لوقف خسائر إسرائيل وعزلها.
ويأتي هذا الإنجاز لحركة المقاطعة في ظل استئناف أبوظبي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل من خلال ممثل لتل أبيب في منظمة "إيرينا" للطاقة التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها.
وكانت صحف غربية أكدت أن المصالح بين أبوظبي وتل أبيب أكبر من مصالح إستراتيجية وأمنية وإنما أقرب لمصالح وجودية مرتبطة بموقف البلدين من الإسلام السياسي الوسطي تحديدا.