أحدث الأخبار
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد

ذاكرتنا!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 09-02-2016


كتبت مرة عن الذاكرة، بأنها جزء منا كبقية أعضائنا، وواحدة من وظائف الدماغ والروح والجسد، وأحد أنبل احتياجات الإنسان، إنها التاريخ الشخصي الذي يجتهد الإنسان ليسجله لنفسه، ويجتهد أكثر في حفظه، بل واخترع لهذه المهمة عبر العصور والأزمنة، طرقاً ووسائل وأدوات، فما بين الكتابة على الجلود وجدران الكهوف، وبين التسجيل الرقمي عبر شرائح صغيرة، قرون وبشر وتغيرات وانقلابات، وما لا يمكن حصره أو تذكره، وحدها الذاكرة المكتوبة، هي من يذكرنا ويتذكر معنا! الذاكرة هي تاريخنا الشخصي الذي يكتبنا بعمق، لأننا عشناه بصدق، هذا الصدق الذي سنحتاجه حين سنجلس باسترخاء تام في الأيام القادمات، ليكون كل هذا التاريخ الذي عشناه بين أيدينا، عندها سنبتسم وسنضحك، وسنفرح وسنحزن، هذه هي الأهمية التي تشكلها الذاكرة لنا، وهذا هو الغنى النفسي، والامتداد الذي نسعى إليه عندما نجتهد لحفظ أوراقنا وتذكاراتنا وأشيائنا، لعبنا، رسائلنا القديمة، طوابع بريدنا، صورنا، ممتلكات والدينا، شهاداتنا المدرسية، وأشياء كثيرة أخرى! نحن نحتفي بذاكرتنا كثيراً، وكأننا نحفظ سلالتنا أو نسلنا، نحتفي بها كما يعتني ملك بإنجازاته وانتصاراته، أو كما تعتني إمبراطورية بأمجادها، كل واحد منا ينظر لتاريخه بالطريقة نفسها، وذلك أمر في غاية الحساسية والأهمية، فكل ما عشناه، هو نحن، وهو عمرنا الذي ناضلنا كثيراً ليكون كما هو الآن، والذي سيكون جزءاً من تاريخ قريتنا أو مدينتنا.

ذاكرتنا هي سنواتنا، كيف مرت، أين قضيناها، بيوتنا التي تنقلنا بينها، أحياؤنا، جيراننا الذين كانوا أول من عرفنا وتعاملنا معهم، أصدقاؤنا الذين ما عاد عدد منهم في حياتنا، أو ما عادوا كما كنا في طفولتنا أو شبابنا، مدارسنا التي تعلمنا فيها للمرة الأولى، حينا الأول، السور الوهمي الذي بناه أهلنا فينا، ليخوفونا من الذهاب بعيداً إلى الأحياء الأخرى، البحر، الأزقة القديمة المتربة، الفقراء الذين عاشوا في تلك الأمكنة الخاصة، رائحة السمك التي تفوح على الشواطئ، وذلك الجسر الحجري الممتد لساناً طويلاً جداً داخل البحر، والأمهات تطحنهن يد التعب والشقاء، ليربين ويعتنين بالبيوت، ويركضن خلفنا كيلا تسرقنا أيادي الغرباء، فلا يرتحن حتى تسرقنا يد النوم في المساءات الطويلة!

الذاكرة هي عمرنا الذي يقع وراءنا في الحقيقة، ونقع نحن أمامه، لذلك، علينا أن نحبها، لأننا عشناها بما أتيح لنا، هذا أولاً، وثانياً، لأن الحياة منحتنا نحن تحديداً فرصة ذهبية لنعيش زماناً مختلفاً، وسنوات غنية جداً بأحداث وتفاصيل لن تتكرر، في السياسة والحرب والفن والتعليم، وفي كل شيء.

فإذا سألتم، لماذا أكتب اليوم تحديداً عن الذاكرة، وأنا أتنقل سعيدة بين الأماكن في إسطنبول وإسبانيا، فلأنني قرأت خبراً عن أزمة تهدد بإيقاف مجلة (العربي) عن الصدور، هذه المجلة التي تختزنها ذاكرتي، باعتبارها خزان المعرفة الأول، الذي نهل منه جيلنا بلا توقف، في زمن كانت فيه الثقافة عزيزة ونادرة جداً!