أحدث الأخبار
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد

ذاكرتنا!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 09-02-2016


كتبت مرة عن الذاكرة، بأنها جزء منا كبقية أعضائنا، وواحدة من وظائف الدماغ والروح والجسد، وأحد أنبل احتياجات الإنسان، إنها التاريخ الشخصي الذي يجتهد الإنسان ليسجله لنفسه، ويجتهد أكثر في حفظه، بل واخترع لهذه المهمة عبر العصور والأزمنة، طرقاً ووسائل وأدوات، فما بين الكتابة على الجلود وجدران الكهوف، وبين التسجيل الرقمي عبر شرائح صغيرة، قرون وبشر وتغيرات وانقلابات، وما لا يمكن حصره أو تذكره، وحدها الذاكرة المكتوبة، هي من يذكرنا ويتذكر معنا! الذاكرة هي تاريخنا الشخصي الذي يكتبنا بعمق، لأننا عشناه بصدق، هذا الصدق الذي سنحتاجه حين سنجلس باسترخاء تام في الأيام القادمات، ليكون كل هذا التاريخ الذي عشناه بين أيدينا، عندها سنبتسم وسنضحك، وسنفرح وسنحزن، هذه هي الأهمية التي تشكلها الذاكرة لنا، وهذا هو الغنى النفسي، والامتداد الذي نسعى إليه عندما نجتهد لحفظ أوراقنا وتذكاراتنا وأشيائنا، لعبنا، رسائلنا القديمة، طوابع بريدنا، صورنا، ممتلكات والدينا، شهاداتنا المدرسية، وأشياء كثيرة أخرى! نحن نحتفي بذاكرتنا كثيراً، وكأننا نحفظ سلالتنا أو نسلنا، نحتفي بها كما يعتني ملك بإنجازاته وانتصاراته، أو كما تعتني إمبراطورية بأمجادها، كل واحد منا ينظر لتاريخه بالطريقة نفسها، وذلك أمر في غاية الحساسية والأهمية، فكل ما عشناه، هو نحن، وهو عمرنا الذي ناضلنا كثيراً ليكون كما هو الآن، والذي سيكون جزءاً من تاريخ قريتنا أو مدينتنا.

ذاكرتنا هي سنواتنا، كيف مرت، أين قضيناها، بيوتنا التي تنقلنا بينها، أحياؤنا، جيراننا الذين كانوا أول من عرفنا وتعاملنا معهم، أصدقاؤنا الذين ما عاد عدد منهم في حياتنا، أو ما عادوا كما كنا في طفولتنا أو شبابنا، مدارسنا التي تعلمنا فيها للمرة الأولى، حينا الأول، السور الوهمي الذي بناه أهلنا فينا، ليخوفونا من الذهاب بعيداً إلى الأحياء الأخرى، البحر، الأزقة القديمة المتربة، الفقراء الذين عاشوا في تلك الأمكنة الخاصة، رائحة السمك التي تفوح على الشواطئ، وذلك الجسر الحجري الممتد لساناً طويلاً جداً داخل البحر، والأمهات تطحنهن يد التعب والشقاء، ليربين ويعتنين بالبيوت، ويركضن خلفنا كيلا تسرقنا أيادي الغرباء، فلا يرتحن حتى تسرقنا يد النوم في المساءات الطويلة!

الذاكرة هي عمرنا الذي يقع وراءنا في الحقيقة، ونقع نحن أمامه، لذلك، علينا أن نحبها، لأننا عشناها بما أتيح لنا، هذا أولاً، وثانياً، لأن الحياة منحتنا نحن تحديداً فرصة ذهبية لنعيش زماناً مختلفاً، وسنوات غنية جداً بأحداث وتفاصيل لن تتكرر، في السياسة والحرب والفن والتعليم، وفي كل شيء.

فإذا سألتم، لماذا أكتب اليوم تحديداً عن الذاكرة، وأنا أتنقل سعيدة بين الأماكن في إسطنبول وإسبانيا، فلأنني قرأت خبراً عن أزمة تهدد بإيقاف مجلة (العربي) عن الصدور، هذه المجلة التي تختزنها ذاكرتي، باعتبارها خزان المعرفة الأول، الذي نهل منه جيلنا بلا توقف، في زمن كانت فيه الثقافة عزيزة ونادرة جداً!