أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

صديقي الهاتف!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-02-2016


أنصت إلى مجموعة من الرجال يتحلقون حول طاولة بأحد المطاعم الفاخرة بالمدينة، يركز كل واحد منهم عينيه في هاتفه النقال، يبتسمون جميعاً للشاشات وليس لبعضهم، يضحك أحدهم فينظر إليه الآخرون فجأة، لا يعيرهم اهتماماً، ويواصل ضحكاً طويلاً لا أحد يعرف سببه، وحده الهاتف يعرف، بين وقت وآخر يقول أحدهم لرفاقه (يا جماعة ملل، اتركوا الموبايلات دعونا نتحدث) يستقبل رفاقه العبارة بلا تأثر ويكملون مع الموبايل!!

أتسمع إلى مجموعة من الفتيات اتفقن فيما بينهن، على ما يظهر، على قضاء وقت لطيف بصحبة بعضهن في أحد محلات بيع المثلجات، دخلن بمرح، جميلات، أنيقات، وتفوح منهن رائحة الرفاهية، جلسن في ركن قصي، سريعاً اندست أيديهن في حقائبهن الباذخة وأخرجن الهواتف، وبدأت الحكاية نفسها، في عالم الهاتف لكل واحدة منهن حكايتها، رفاقها، صديقاتها، جروباتها، وعوالمها الافتراضية الحميمة، تلك واحدة من مسلمات واقعنا، وإذن فلماذا يتفق الأصدقاء على اللقاء لقضاء وقت لطيف بصحبة بعضهم طالما هناك صديق أهم يستحوذ الوقت كله؟ يبدو واضحاً أن هناك خللاً لغوياً في فهم معنى اللقاء والصحبة اللطيفة، فهذه المعاني لا تحيل إلى الانشغال التام عمن معي وكأنه لا وجود له في حين أن هدف اللقاء مختلف تماماً!!

حكاية العلاقة الغريبة التي أصبحت تربط معظمنا بهاتفه ليست مجرد حكاية عابرة، ليست كقصص العلاقات الطارئة أو المراهقة، ليست بسيطة أو تافهة كما نعتقد، إنها حكاية جادة وقد تصل إلى اعتبار الهاتف صديقاً حقيقياً بديلاً، صديقاً متفهماً وحميماً ومريحاً، لا تضحكوا فحين سألت مجموعة من الطلاب والطالبات في ورشة تدريبية عن الشخص أو الشيء الذي لا يمكنهم الحياة بدونه أو الاستغناء عنه، كنت أتمنى أن يكون الجواب من نوع: عائلتي، أصدقائي، أمي، جيراني، ... لكنني كما توقعت كان الجواب هو: الموبايل!! لكن لماذا الموبايل؟

قال أحدهم لأنه يفهمني أكثر من أي أحد آخر، يعطيني كل ما أريد وبسهولة، لا يلزمني بأي شيء، إنه صديق مريح مفيد وغير متطلب، الصديق متطلب والعائلة مسؤولية والجيران عبء!! بينما الموبايل لا يجعلني أحتاج لأي شيء عندما يكون معي!

تساءلت بعد أن تركتهم: هل لذلك علاقة بالعمر، فهؤلاء، أياً تكن أعمارهم، صغار بلا تجربة ومزهوون بالحياة وبطريقة نظرتهم لها؟ أم أن السبب يعود لانعدام الحوار واللغة المشتركة والحميمة بين المراهقين وأسرهم وبين الطلاب ومعلميهم وبين البنات وأمهاتهن وبين معظم الناس في المجتمع بعضهم بعضاً؟ إن الركون للصمت بصحبة الهاتف يقودنا لعلاقات غير محايدة ومنقوصة أولاً، ولأشخاص متوحدين يمكن الإيقاع بهم ثانياً!!

القضية هنا ليست في مواكبة ثورة التقنية ولكن في تحول مفاهيم عميقة في العلاقات الاجتماعية!!