كشفت صحيفة السفير اللبنانية الموالية لحزب الله عن الخسائر الفادحة للحزب خلال المواجهات في سوريا، التي وصلت إلى قرابة ألف مقاتل بالإضافة إلى آلاف المصابين.
وقالت الصحيفة في تقرير لها: إن "خلفية المشهد السوري ستكون هي الوازنة في العقل الاستراتيجي لحزب بات يحسب له في المعادلات الإقليمية حساب. خصوصاً أنه قدم نحو ألف شهيد وآلاف الجرحى والمعوقين في معركة، يجزم الحزب بأنها ستشكل حجر زاوية إعادة تشكيل خريطة التوازنات في المنطقة"، على حد زعمها.
يأتس هذا الاعتراف في الوقت الذي يحاول فيه الحزب التكتم على عدد قتلاه وجرحاه منذ بداية الثورة، حينما نفى أكثر من مرة التقارير الإعلامية التي تفيد بمقتل العشرات من صفوفه.
وتأتي المفارقة في أن عدد قتلى الحزب في معاركه مع "إسرائيل" خلال الفترة بين عامي (1982 و2000)، بلغ 1276 مقاتلاً، وفي حربه مع إسرائيل عام 2006 قتل 500 من عناصره، في حين خسر في حربه في سوريا نحو ألف.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن حزب الله اللبناني يواجه أوقاتاً صعبة؛ "فدفاعه عن نظام الأسد في سوريا هو استنزاف لكوادره وأمواله وموارده العسكرية، وقد أسفر ذلك عن وقوع خسائر توازي ما تكبّده الحزب من محاربته إسرائيل على مدى 18 عاماً".
من جهتها، قدرت الدوائر العسكرية والأمنية والعسكرية الإسرائيلية خسائر الحزب في سوريا بين 1500 و2000 قتيل.
وكان من بين القتلى نخبة من قياداته العسكرية، مثل فوزي أيوب، جهاد مغنية، حسن حسين الحاج، غسان فقيه، وسمير القنطار مؤخراً.
ورغم هذه الخسائر الفادحة إلا أن الحزب لم ينتصر في سوريا بل استعان هو وإيران بالعدوان الروسي لتعويض هزائمهم الميدانية المتتالية في الشهور الأخيرة.
وبعد معركة شرسة استمرت شهرا وبقصف روسي مكثف ومتواصل استطاع الحزب السيطرة على بلدة "الشيخ مسكين" الاستراتيجية في الجنوب.
وكشفت "هيومن رايتس ووتش" مؤخرا أن إيران تجند آلاف اللاجئين الأفغان للقتال في سوريا وبعضهم يتم تجنيده قسرا.