أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

كيف نبدو في هذا الفضاء؟!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-01-2016


في مجتمعات تصف نفسها بالمحافظة -كمجتمعاتنا- يبدو غريباً نزوع الكثيرين والكثيرات نحو الاستعراض العلني لكل شيء، لممتلكاتهم، لتفاصيل حياتهم وعلاقاتهم الشخصية، أطعمتهم، غرف نومهم، ثيابهم، حليهم..، وفي الحقيقة فإن حالة الاستعراض هذه تكشف عن تغير جذري في أنماط التفكير والقناعات عند الناس لا ينسجم تماماً مع وصف المحافظة!

صحيح أن تشارك الصور لم يعد محصوراً على أحد، خاصة بعد أن أصبحت تطبيقات مثل الانستغرام والسناب شات جزءاً لا يتجزأ من يوميات معظم الناس، إلا أن الفكرة الاجتماعية ليست واضحة للجميع، فهناك من يعبث وهناك من يُوظّف هذه التطبيقات بشكل مثالي وهناك من حوّلها إلى أداة تواصل فعال بين أفراد العائلة والأصحاب من خلال ما يُعرف بالمجموعات أو الجروبات، إلا ان هناك من لا يزال حائراً متخبطاً لا يريد أن يفوته شيء لكنه في الوقت نفسه لا يعرف ماذا يقول أو يُقدّم!

في المجتمعات التي تُصر على أنها محافظة ــ دون أن تُفرّق بين التحفظ والمحافظة ــ يظهر البعض على وسائل التواصل باستمرار وبإصرار ثابت، سواء كان لديهم شيء يقولونه أو يقدمونه أو لا، ليتفرجوا على ما يحدث في هذا الفضاء المسيطر على اهتمام الجميع، وليكونوا في قلب الحدث وحتى لا يفوتهم شيء، والأهم ليقولوا للمحيطين بهم إنهم مواكبون للتطور وإنهم حداثيون ويعملون باستمرار لتحديث أنظمة حياتهم وبرمجة أفكارهم واهتماماتهم بما يتفق وتوجهات المجتمع أو المجموع، فكثيرون ممن نتعامل معهم لا يحتملون أن يُغرّدوا خارج سرب الجماعة أو يكونوا بعيدين عن خط سيرها!

يكشف هذا الفضاء ــ برغم هشاشته وعدم عمقه ــ الحالة الاجتماعية لمجتمعات لطالما تغنت بانسجامها وتماسكها الاجتماعي وبعاطفيتها الطاغية وتكاتفها والدفء المسيطر على علاقات أفرادها، فإذا بمواقع التواصل تُظهر العكس تماماً، حيث فسّر علماء الاتصال حالة الإدمان عليها بأنها دليل على حياة الوحدة أو التوحد والجفاف العاطفي، حالة تدفع بآلاف من الرجال والنساء، الشباب والفتيات إلى إقامة علاقات عميقة مع كائنات فضائية وفتح كل ملفاتهم الشخصية وأسرارهم أمام هؤلاء دون أدنى تفكير! وهنا يثور سؤال منطقي: أين ذهبت المحافظة؟

يكشف هذا الفضاء أيضاً عن ازدواجية الناس الذين طالما قدّموا أنفسهم بأشكال رصينة ومتوازنة ومتقبلة للرأي الآخر فإذا بهم على مواقع التواصل يخوضون حروباً تحت شعارات طائفية ومذهبية وعرقية، وإذا بهم يقولون ما لا يؤمنون وإذا بهم لا يحتملون رأياً ولا كلاماً مختلفاً لما يطرحون، وإذا بكثيرين يمتلكون قاموساً لغوياً لا يمت بصلة لأناقة القاموس العلني الذي يستعملونه في الحياة العامة عادة!