أحدث الأخبار
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد

كيف نبدو في هذا الفضاء؟!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-01-2016


في مجتمعات تصف نفسها بالمحافظة -كمجتمعاتنا- يبدو غريباً نزوع الكثيرين والكثيرات نحو الاستعراض العلني لكل شيء، لممتلكاتهم، لتفاصيل حياتهم وعلاقاتهم الشخصية، أطعمتهم، غرف نومهم، ثيابهم، حليهم..، وفي الحقيقة فإن حالة الاستعراض هذه تكشف عن تغير جذري في أنماط التفكير والقناعات عند الناس لا ينسجم تماماً مع وصف المحافظة!

صحيح أن تشارك الصور لم يعد محصوراً على أحد، خاصة بعد أن أصبحت تطبيقات مثل الانستغرام والسناب شات جزءاً لا يتجزأ من يوميات معظم الناس، إلا أن الفكرة الاجتماعية ليست واضحة للجميع، فهناك من يعبث وهناك من يُوظّف هذه التطبيقات بشكل مثالي وهناك من حوّلها إلى أداة تواصل فعال بين أفراد العائلة والأصحاب من خلال ما يُعرف بالمجموعات أو الجروبات، إلا ان هناك من لا يزال حائراً متخبطاً لا يريد أن يفوته شيء لكنه في الوقت نفسه لا يعرف ماذا يقول أو يُقدّم!

في المجتمعات التي تُصر على أنها محافظة ــ دون أن تُفرّق بين التحفظ والمحافظة ــ يظهر البعض على وسائل التواصل باستمرار وبإصرار ثابت، سواء كان لديهم شيء يقولونه أو يقدمونه أو لا، ليتفرجوا على ما يحدث في هذا الفضاء المسيطر على اهتمام الجميع، وليكونوا في قلب الحدث وحتى لا يفوتهم شيء، والأهم ليقولوا للمحيطين بهم إنهم مواكبون للتطور وإنهم حداثيون ويعملون باستمرار لتحديث أنظمة حياتهم وبرمجة أفكارهم واهتماماتهم بما يتفق وتوجهات المجتمع أو المجموع، فكثيرون ممن نتعامل معهم لا يحتملون أن يُغرّدوا خارج سرب الجماعة أو يكونوا بعيدين عن خط سيرها!

يكشف هذا الفضاء ــ برغم هشاشته وعدم عمقه ــ الحالة الاجتماعية لمجتمعات لطالما تغنت بانسجامها وتماسكها الاجتماعي وبعاطفيتها الطاغية وتكاتفها والدفء المسيطر على علاقات أفرادها، فإذا بمواقع التواصل تُظهر العكس تماماً، حيث فسّر علماء الاتصال حالة الإدمان عليها بأنها دليل على حياة الوحدة أو التوحد والجفاف العاطفي، حالة تدفع بآلاف من الرجال والنساء، الشباب والفتيات إلى إقامة علاقات عميقة مع كائنات فضائية وفتح كل ملفاتهم الشخصية وأسرارهم أمام هؤلاء دون أدنى تفكير! وهنا يثور سؤال منطقي: أين ذهبت المحافظة؟

يكشف هذا الفضاء أيضاً عن ازدواجية الناس الذين طالما قدّموا أنفسهم بأشكال رصينة ومتوازنة ومتقبلة للرأي الآخر فإذا بهم على مواقع التواصل يخوضون حروباً تحت شعارات طائفية ومذهبية وعرقية، وإذا بهم يقولون ما لا يؤمنون وإذا بهم لا يحتملون رأياً ولا كلاماً مختلفاً لما يطرحون، وإذا بكثيرين يمتلكون قاموساً لغوياً لا يمت بصلة لأناقة القاموس العلني الذي يستعملونه في الحياة العامة عادة!