تفاعل الإماراتيين مع ما ورد هنا في مقال أمس له ما يبرره وغضبهم على منع دخولهم بالزي المحلي إلى بعض المطاعم مشروع ولا لائمة عليهم في ذلك، فالإمارات كما يعلم الجميع بيت لكل من وفد إليها واتخذ منها مسكنا وملاذا، والجميع هنا على الرحب والسعة في الطريق وفي الحي وفي العمل وفي كل مرافق البلاد، ليس هناك بقعة صغيرة على هذه الأرض مخصصة للإماراتيين دون سواهم، فإن كانت الامارات وطنا لهم فهي بيت للجميع.
يدرك المواطنون أن بلادهم تتسع لملايين البشر، ويتفهمون حقوقهم وواجباتهم، ويستوعبون تماما كل الجاليات من البشر ويتعايشون معهم في حب ولا حديث حول هذا الأمر، لكنهم مثل سائر شعوب الأرض في بلادها لهم السيادة الكاملة على بلادهم.
ما يفعله البعض من إدارات المطاعم في ربط الزي الوطني بما لا يليق هو أمر مرفوض، فالإماراتي يعتز بكندورته كما تعتز الاماراتية بعباءتها وأيضا لا حديث حول هذا الشيء، ونقول مجددا منع دخول الزي الوطني في أماكن محددة مثل الأندية الليلية هو أمر جيد وكلنا مع هذا القرار، لكن أن يستغل البعض نقاطاً في هذا القرار أو يفهموها خطأ فهذا ما ينبغي توضيحه لمن يقيم بيننا ويعمل ويحقق أرباحا، ثم يظهر سطحية في التفكير والفهم ويخطئ التنفيذ.
من المهم جدا وقد أظهر تفاعل القراء يوم أمس وجود مطاعم في عدة أماكن تمارس السلوك ذاته مع الاماراتيين وليس فقط ذلك المطعم الكبير الذي يقع على البحر تعج بالعائلات ليس فيها ما يشي أن يكون الزي الوطني سببا للمنع، أو أن يقوم مطعم يقع في بهو الفندق بمنع دخول المواطنين خشية أن تكون ملابسهم سببا لتخويف السياح الأجانب، وكأن السياح لا يرون الاماراتيين بزيهم الوطني في أماكن أخرى كالمراكز التجارية وغيرها، ليصبح هذا المطعم بعينه مثار الفزع.
لقد قال الرأي الاماراتي كلمته في هذا الصدد ورفض التمييز وهو متمسك بقانون ينبذ الكراهية والتمييز بين البشر أن يميز بينه وبين غيره، وبقي على السلطات أن تفعل ما عليها وتمنع هذا الفعل البغيض وتحدد صارمةً مواطن المنع، وتحفظ للمواطن بزيه الاماراتي كرامته وتصون كبرياءه في سمو وشموخ.