أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

ثقافة الهاتف

الكـاتب : ياسر حارب
تاريخ الخبر: 13-01-2016


في صباح شرقي جميل، نزلتُ من أحد فنادق بيروت لأمشي على شاطئها الأبيض. توقفت بعد الجولة القصيرة لأشتري صحيفة، وعندما فتحتها انزلق منها كتاب «رحلة ابن جبير»، الذي يحكي عن رحلات رحّالة أندلسي، خرج من غرناطة ثلاث مرات يقصد رؤية العالم واكتشاف الحياة. كان ذلك الكتاب الصغير مدخلي إلى عالم أدب الرحلات، وبسببه عشقتُ بيروت والجبل ومكتبة صغيرة مختبئة فيه، يقدم إليك صاحبها العجوز فنجان قهوة وأنت تتصفح الكتب.

وفي «خلوة المئة»، التي عُقدت قبل يومين، بحضور 100 شخصية إماراتية بين وزير وإعلامي وكاتب وناشر، ناقشنا عشرات الأفكار التي من شأنها أن تُشجع ثقافة القراءة في الإمارات. الجميل في الخلوة أنها كانت انطلاقة لاستراتيجية طويلة المدى لنشر ثقافة القراءة في المجتمع، وغرسها كقيمة راسخة فيه. حكى لنا الأديب الإماراتي محمد المر عن طفولته عندما كان يذهب مع والده إلى السوق، فيتركه في المكتبة ويمضي لقضاء حوائجه. يقول المر: «إن المكتبة كانت في البداية سجنه، ولأن السجن يوحي بالوحشة والقطيعة عن العالم، لم يكن أمامه خيار سوى اكتشاف الكتب، ومع مرور الأيام تحوّلت زيارة المكتبة والقراءة إلى عادة وقيمة في حياته».

خرجنا من الخلوة بمادرات وأفكار كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، إلا أن أجملها هو إعادة مشروع «كتاب في جريدة»، الذي كان منتشراً في الصحف العربية بدعم وتشجيع من «اليونيسكو»، إلا أننا اقترحنا أن تُسمى المبادرة «كتاب الشهر»، بحيث يُوزع الكتاب مع كل الصحف مرة كل شهر. ثم يُناقش في الإذاعات والمحطات الفضائية، حتى يعتاد الناس وجود الكتاب بينهم. واقترحنا تطوير المكتبات العامة، وإنشاء مكتبات في الأحياء تكون مقصداً لسكان الحي يقضون فيه أوقاتهم. واقترحنا أيضاً خلق سوق للكتب المقروءة والمسموعة وملخصاتها على منصات الهواتف الذكية.

في نهاية اللقاء الذي تكلل بزيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قال سموه: «إن من يستخدم الهاتف فقط سيخسر، لأن القراءة هي غذاء الروح». ورغم أن الهاتف لا يفارق أيدينا، فإن قليلاً منا يدركون أنه حقاً لا يكفي. فالقراءة تجربة وجدانية تُطهّر روح مرتكبها، تزرع فيه معاني لم يتصور أنها موجودة في هذا العالم، وترحل بعقله إلى أطراف الكون. القراءة ليست فعلاً للتعلم فقط، بل أحد حقوق الإنسان التي تنازل كثير منا عنها، دون أن يشعر بأنه صار رهينة «التواصل» والتسلية. لا تفهموني خطأ، فأنا لا أدعو إلى ترك الهاتف والاعتكاف في المكتبات، لكنني أتمنى أن نحوّل هواتفنا إلى وسيلة أخرى من وسائل المعرفة، وأتمنى ألا نُضخّم فكرة المعرفة ونحصرها في أمهات الكتب، وألا نُقزّمها في شاشة صغيرة. تقول الحكمة: «القراءة نافذة نُطِلُّ منها على العالم». شكراً للوزير محمد القرقاوي وفريق عمله الرائع على تفعيل هذه المبادرة الجميلة.