أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

رحيل بلا وداع

الكـاتب : مأرب الورد
تاريخ الخبر: 01-01-2016


لم يكن عام 2015 ثقيلا وحزينا فقط على اليمنيين، بل غير مرغوب فيه ولو أمكن لطردوه قبل أن يرحل مكروها لِما حل فيه من كوارث عليهم أقساها اختطاف الدولة من قبل حفنة انقلابية أرادت الحكم بالقوة لكن الشعب ثار ضدها.
هو عام سيء وكئيب وغير مسبوق على المستويين الشخصي والعام، عام وجدنا فيه أنفسنا فجأة بلا وطن إلا من مليشيات تحتكره فيها، وتودع من أراد الدفاع عنه السجن، وهناك من رحلته للآخرة ولم يجد من يذكره إلا إحصاء حقوقي، بانتظار العدالة الغائبة.
كم نعينا أحبة فارقونا، وكم افتقدنا أعزاء باعدت بيننا وبينهم المليشيات، حتى أصبح اللقاء بهم في عداد المستحيل، قبل زوال كابوس الانقلاب في هذا الزمان.
اسأل نفسي مرارا: أين زملائي الصحافيين عبدالخالق وهيثم وهشام طرموم وهشام اليوسفي وعصام وأكرم وحارث وتوفيق وحسن، فلا أجد غير صورهم تملأ صفحات الفيس، وأخبارهم تتكرر في وسائل الإعلام كمختطفين ضاق بهم الحال من السجن ظلما، وإن كانت إرادتهم أقوى من السجان الجبان.
تحولت اليمن إلى سجن كبير للمواطنين، وليس فقط المعارضين السياسيين الذين اعتدنا اعتقالهم في هذه الفترة أو تلك لمواقفهم من السلطة الحاكمة، وهذا ليس غريبا على أقلية انقلابية لا تعرف معنى الوطن أو المواطنة.
قانون الحكم الجديد: من ليس مع الانقلاب، فهو تكفيري أو عميل، على غرار قاعدة بوش: من ليس معنا فهو ضدنا. لا يعرف هؤلاء معنى الوطن الذي لا يضيق ذرعا بمواطنيه، ولا يفرقون بين معارضتهم لأخطائهم وبين الوطن البعيدون عن حبه.
لن أبالغ إن قلت إنهم لا يعرفون معنى الحرية، وإلا كيف أصبحت اليمن في عهدهم رابع بلد في العالم من حيث عدد القتلى الصحافيين، والثاني في عدد الصحافيين المختطفين، ويكفي أن الحريات الصحافية تشهد في عهدهم أسوأ مراحلها منذ إعادة تحقيق شطري البلاد عام 90.
من يرفع شعار الموت لا يمكن أن يأتي بالحياة، وهذا ما تحقق في غضون عام من انقلابهم الذي بدأ بيوم سيطرتهم على صنعاء في 21 سبتمبر 2014.
لم يتركوا شيئا إلا دمروه، حولوا المنشآت المدنية إلى ثكنات عسكرية، فجاء طيران التحالف وقصفها، وفعلوا بالتاريخ وقلاعه وكنوزه، ما لم يسبقهم إليه أحد، ولا تزال قلعة القاهرة التاريخية في تعز شاهدة على حقدهم على المكان والزمان والإنسان.
ماذا أحدث عن وطني الجريح وهو يعاني من ظلم وعقوق بعض أبنائه الذين رهنوا أنفسهم لغيره وأرادوا تحويله ليكون تابعا، لا مستقلا، وصغيرا لا كبيرا.
بلدي العظيم الذي عرف الشورى في عهد ملكته بلقيس الخالدة في القرآن الكريم، قبل روحاني ودولته التي لا تعرف معنى الديمقراطية الحديثة حتى يأتي رئيسها ليزايد على اليمنيين ذات يوم ويبدي استعداده في المساهمة بنشرها ببلدهم، ونسي أن يعترف أن ما قصده هو سفن الأسلحة وقد وصلتنا ولن ننسى الجميل.
كيف ننسى من اعتبر سقوط عاصمة دولتنا نصرا لثورته المزعومة، وصنعاء العظيمة بلاد سام بن نوح صارت العاصمة العربية الرابعة الواقعة تحت سيطرته؟
رغم هذا ليست الصورة كلها قاتمة في هذا العام، على الأقل فهو بداية انكسار الانقلاب والقضاء على مشروع إيران، ولحسن الحظ فقد كان عام توحد العرب ولو جزءا منهم، بقيادة السعودية التي قادت تحالفا عربيا لإنقاذ اليمن ودعم شرعية رئيسه وحكومته.
ولعل نقطة الضوء التي صنعها الشعب بمقاومته الوطنية الباسلة هي التي ستبدد ليل الظلم وستعجل بفجر الحرية وتعيد الحق لأهله والدولة لتكون صاحبة السيادة والريادة والضامن الوحيد لأمننا وحقوقنا ومصالح جوارنا الخليجي والعربي والعالم من حولنا.
انتهى عام الخيبة والحسرة والألم بلا رجعة أو وداع، ولا يليق به إلا أن يرحل كأنه لم يكن ولم نعرفه، على أمل أن يكون عام 2016 أرحم منه وأفضل وأكثر فرحا وسلاما.
كل عام والجميع بألف خير.