أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن إثارة موضوع القوات التركية الموجودة في شمالي العراق لها خلفيات مرتبطة بالحلف الرباعي الذي تقوده روسيا ويشارك فيه العراق إلى جانب نظام الأسد وإيران، حيث رفضت تركيا طلباً روسياً للمشاركة فيه.
وجدد أردوغان التأكيد على أن القوة التركية الموجودة لتدريب العراقيين في معسكر بعشيقة جاءت بطلب العراق وبعلمه، لكنه لم يُفصح ما إن كانت تلك القوة ستنسحب أم لا.
وقال أردوغان في حوار متلفز مع قناة العربية، يبث في وقت لاحق اليوم الأحد: "كانت العلاقات العراقية - التركية جيدة. وكنا تناولنا التطورات في العراق خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتركيا، وبعد دخول داعش إلى العراق صدرت مطالب منه بالمساعدة، وقد أبلغناه باستعدادنا لتقديم العون، وطلبنا تعيين موقع مناسب لإقامة معسكر لنا هناك، وتم تخصيصه لنا من قبلهم في نهاية العام الماضي، وفي مارس الماضي تم تخصيص منطقة بعشيقة لنا".
وأوضح أن "وزير الدفاع العراقي قام بزيارة معسكر التدريب ذاك، لكن يبدو أن التطورات في سوريا أثّرت، فسوريا وإيران والعراق وروسيا قد شكلت حلفاً رباعياً في بغداد، وطلبت من تركيا الانضمام، لكنني قلت للرئيس بوتين إنني لا يمكن أن أجلس إلى جانب رئيس لا أعترف بشرعيته".
وذكر الرئيس التركي أن المنطقة تتعرَّض لنية تقسيمها على أسس طائفية، مطالباً بالتصدي لهذه المؤامرة، كما وصفها، كما أكد أردوغان وجود خلافات مع إيران، متمنياً ألا تؤثر هذه الخلافات على علاقات حسن الجوار.
وتصاعدت حدة التصريحات العراقية مؤخراً ضد الوجود التركي قرب مدينة الموصل، شمالي العراق. فبعد انتهاء مهلة 48 ساعة حددها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لسحب القوات التركية من شمالي العراق، جاء الرد التركي بأن قواتهم باقية ولن يتغير شيء على تلك الخطط، لافتاً إلى أن الوجود التركي إنما للمساعدة في تدريب قوات البيشمركة الكردية.
وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أغلو قال الأسبوع الماضي ان تركيا لن تؤيد الأهداف التوسيعة لروسيا في سوريا.
كما شن وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش بصفته رئيس اجتماع الوزاري العربي في الجامعة العربية الأسبوع ونبيل العربي هجوما شديدا ضد تركيا بزعم "انتهاكها" سيادة العراق في الوقت الذي تغض فيه الجامعة العربية الطرف عن انتهاكات إيران وهو ما دفع إلى موجة ردود فعل عربية من جانب مثقفين وسياسيين وإعلاميين كبار رفضوا مقاربة الجامعة العربية لأزمة أنقرة بغداد مؤكدين أنها تعبر عن نظام السيسي وأبوظبي فقط وأن ترؤس نبيل العربي للجامعة وترؤس قرقاش للقمة جعلهما يوجهان الجامعة إلى حيث يريدان وفق ما يتهم ناشطون.