بعد تأجيل إعلان تحقيقات لندن حول أنشطة الإخوان المسلمين في بريطانيا أكثر من مرة، نشرت الحكومة البريطانية اليوم مقتطفات من هذا التقرير الذي جاءت نتائجه مخيبة لنظام السيسي وأبوظبي على حد سواء.
فقد خلص تقرير أعدته الحكومة البريطانية حول نشاطات جماعة الإخوان المسلمين ونشرته الخميس إلى "أنه لا ينبغي تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية ولا ينبغي حظرها" وفي ذات الوقت اعتبر أن "عضوية الحركة أو الارتباط بها يجب أن يعد مؤشراً ممكنا للتطرف".
وكان رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، قال الشهر الماضي إن التقرير سينشر قبل حلول أعياد الميلاد، لكنه أشار إلى أن الحركة لن تحظر في بريطانيا بوصفها مجموعة إرهابية.
التقرير الذي نشر ونقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أشار كاميرون إلى أنه خلص "إلى أن بعض أقسام حركة الإخوان المسلمين لهم علاقة ملتبسة جداً بالتشدد الذي يقود إلى العنف".
وأضاف: "إن حكومته ستكثف مراقبتها بشأن آراء وأنشطة أعضاء الإخوان المسلمين".
وأكد كاميرون على أن "الحكومة ستقوم بالتدقيق والفحص في أفكار الجماعة وأعضائها في بريطانيا، كما ستمتنع عن اصدار تأشيرات السفر لاعضاء الجماعة الذين يدلون بتصريحات متطرفة".
والإخوان المسلمون جماعة إسلامية، "إصلاحية شاملة"، وتعتبر أكبر حركة معارضة سياسية في كثير من الدول العربية، وصلت لسدة الحكم أو شاركت فيه في عدد من الدول العربية مثل مصر وتونس وفلسطين، في حين يتم تصنيفها كجماعة إرهابية في عدد من دول العالم مثل: روسيا وكازاخستان، كما تم تصنيفها كذلك في مصر والسعودية بعد الإطاحة بحكم الرئيس محمد مرسي في 2013. وفي نوفمبر 2014 صنفتها الإمارات كمنظمة إرهابية.
فيما ترفض دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية.
إجراءات بريطانية اتجاه الإخوان
وفيما يتعلق بالإجراءات التي أوصى بها التقرير فقد دعا إلى "مواصلة رفض إصدار تأشيرات زيارة لأعضاء الإخوان المسلمين والمرتبطين بهم، الذين كانوا قد أدلوا بتعليقات متطرفة، إضافة إلى السعي لضمان عدم إساءة استغلال الهيئات الخيرية المرتبطة بالإخوان المسلمين".
وكانت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية ذكرت أن التقرير الذي أمر به كاميرون في أبريل 2014، حول نشاط الإخوان داخل المملكة المتحدة، من المتوقع أن يدرج فرض بعض القيود على الجماعة والمؤسسات المقرّبة منها، في خطوة سيصورها الوزراء على أنها "عملية قمع بحق الإسلاميين".
ولفتت إلى أن الجماعة لن تقف مكتوفة الأيدي، حيث أكد فريق المحامين الذين انتدبتهم الجماعة بأن أي انتقادات لا تقوم على أسس صلبة سيتم الطعن فيها داخل المحاكم البريطانية.
وفي سياق متصل ربط محللون توقيت إعلان بريطانيا عن بعض نتائج التقرير بعد الإعلان عن التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، فيما انقسم المحللون إن كانت نتائج التقرير لصالح الإخوان أم في غير صالحهم كون التحالف الجديد اعتبر أنه سوف يحارب جميع "الحركات الإرهابية"، فيما تعتبر أبوظبي والقاهرة وحتى الرياض الجماعة منظمة إرهابية.
ولكن الخبير الاستراتيجي السعودي أنور عشقي أكد في تصريحات الأربعاء(16|12) أن الإخوان لن يكونوا هدفا للتحالف وإن كانوا مصنفين "إرهابيين" بالسعودية على حد تعبيره.