زعم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إنه "من غير المقبول" رهن التقدم باتجاه تسوية سياسية في سوريا بمصير بشار الأسد.
وأضاف كي مون في مؤتمر صحفي: "مبدئياً يعود للشعب السوري اتخاذ قرار بشأن مستقبل الرئيس الأسد لكني أعتقد أيضاً أنه من غير المقبول أن يرتهن حل هذه الأزمة بمصير رجل واحد".
وأشار إلى أن "بعض الدول" تتحدث عن إمكانية أن "يحتفظ (بشار الأسد) بدور لبضعة أشهر بعد بداية المرحلة الانتقالية"، موضحاً أن "هذا ينبغي أن يتقرر في مرحلة تالية".
كما شدد على الحاجة الملحة لتطبيق وقف لإطلاق النار على كامل الأراضي السورية في أقرب وقت ممكن، مضيفاً أن "ذلك سيساعد العملية السياسية ويتيح للعاملين الإنسانيين تقديم المساعدة لملايين السوريين الذين يحتاجونها بشدة".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث قبل يومين من اجتماع دولي حول سوريا في نيويورك حيث سيتم التطرق إلى مصير الأسد، الأمر الذي يعتبر أساساً للمشكلة على الأراضي السورية.
وبالفعل يطالب الشعب السوري والإئتلاف الممثل الوحيد المعترف به للشعب السوري جدد هذه المطالبة مع فصائل المعارضة السورية في مؤتمر الرياض الأسبوع الماضي من ديسمبر الجاري.
وتدعم دول دول عربية وغربية مطلب الشعب السوري برحيل بشار الأسد عن السلطة قبل نهاية عملية الانتقال السياسي في سوريا، في حين تبدي روسيا وإيران حليفتا النظام السوري تحفظاً إزاء ذلك.
ويرى محللون أن كي مون يتبنى وجهة نظر موسكو وطهران في هذا الزعم إذ يعلم المجتمع الدولي أن الشعب السوري منذ نحو 5 سنوات خرج بثورة تطالب برحيل الأسد، وأن مسألة ان الشعب السوري هو من يحدد مصير الأسد ليست دقيقة، فالسوريون باستمرار ثورتهم يؤكدون على ذلك من جهة، كما أن الأوضاع في سوريا لا تسمح بإجراء أي انتخابات لاختيار رئيسا وبرلمان ودستورا جديدا.
ويرى محللون إذا كان كي مون يرى أنه لا يمكن وقف الحل على شخص واحد، فلماذا لا تقوم الأمم المتحدة بدورها بحماية الشعب السوري من البراميل المتفجرة وتفرض منطقة حظر طيران إذا كان الهدف وقف الحرب بالفعل في هذا البلد.
وتصر الرياض وأنقرة والدوحة إلى جانب الشعوب العربية على ضرورة رحيل الأسد المسؤول عن تدمير بلد كامل وتشريد شعب وقتل قرابة المليون منه والمسؤول بدعم أنظمة عربية وخليجية أخرى بالمنطقة بعودة الإرهاب بصورة وحشية واستدعاء العدوان الأجنبي من سائر دول العالم لتقصف مقاتلاتها في سوريا.