أعلنت المملكة العربية السعودية عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري جديد لمحاربة "الإرهاب" بمختلف أشكاله، يتكون من 34 دولة ويحظى بدعم 10 دول إسلامية أخرى بينها إندونيسيا، تكون الرياض غرفة العمليات لها.
وقال ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن التحالف لعسكري الجديد يختلف عن التحالف في اليمن، وهو تحالف ليس لمحاربة داعش فقط بل لأي منظمة إرهابية، حيث سيحارب الإرهاب عسكرياً وفكرياً وإعلامياً.
وأضاف في مؤتمر صحفي أنه لن يكون هناك حشد ولكنه تنسيق للجهد الذي تبذله كل دولة، وإضافة إلى الجهد الأمني ستتم محاربة الإرهاب فكرياً.
وقال بيان مشترك لتشكيل التحالف إنه تقرر "تشكيل تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية, وأن يتم في مدينة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود . كما سيتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين".
وأضاف ولي ولي العهد السعودي أن "كل دولة إسلامية تحارب الارهاب بشكل منفرد، فتنسيق الجهود مهم جدا من خلال هذه الغرفة سوف تتطور الأساليب والجهود التي ممكن نحارب فيها الإرهاب في جميع انحاء العالم الاسلامي".
وعن تأييد أكثر من عشر دول إسلامية لهذا التحالف قال: "هذه الدول ليست خارج التحالف، هذه الدول لها إجراءات يجب أن تتخذها قبل الانضمام للتحالف ونظراً للحرص لإنجاز هذا التحالف بأسرع وقت، تم الاعلان عن 34 دولة وإن شاء الله سوف تلحق بقية الدول لهذا التحالف الاسلامي".
وأضاف: "لدينا عدد من الدول تعاني من الإرهاب من بينها سوريا والعراق وسيناء واليمن وليبيا ومالي ونيجيريا وباكستان وأفغانستان وهذا يتطلب جهود قوية جداً لمحاربته، بلا شك سيكون من خلال التحالف هناك تنسيق لمحاربته من خلال هذه الجهود".
وتابع يقول "نحن سوف نحصر المنظمات الارهابية أيا كان تصنيفها .. طبعاً بخصوص العمليات في سوريا والعراق لا نستطيع القيام بهذه العمليات إلا بالتنسيق مع الشرعية في ذاك المكان ومع المجتمع الدولي".
وأكد الأمير محمد بن سلمان أن التحالف الإسلامي العسكري سينسق مع الدول المهمة في العالم والمنظمات الدولية في هذا العمل، مشيرا إلى أن التحالف سيحارب الإرهاب عسكريا وفكريا وإعلاميا بالإضافة إلى الجهد الأمني الرائع القائم حاليا، على حد قولة.
وردا على سؤال عما إذا كان التحالف الجديد سيتصدى لتنظيم داعش الإرهابي فحسب قال سمو ولي ولي العهد:" لا، لأي منظمة إرهابية تظهر أمامنا.. سوف نعمل ونتخذ إجراءات لمحاربتها".
وإزاء هذا الإعلان لأكبر تحالف عربي وإسلامي مشترك طرح ناشطون ومحللون عددا من التساؤلات، إن كان هذا التحالف سوف يكون بديلا عن مقترح القوة العربية المشتركة المزعومة التي يدفع السيسي وأبوظبي باتجاه إقراره؟ حتى ولو لم يكن هناك حشد، فمن الذي سيحدد هذه منظمة إرهابية وتلك غير إرهابية والخلافات واضحة في هذا الشأن إذ يظهر تناقض بين أطراف هذا التحالف والذي يجمع قطر والإمارات ومصر وتركيا وغيرها من الدول التي تختلف على تعريف الإرهاب، وهل ستنسق قطر مع مصر في محاربة الإخوان المسلمين على سبيل المثال؟
مراقبون تساءلوا إن كانت أبوظبي سوف تكرر تجربتها وسلوكها في اليمن بهذا التحالف بحيث تسعى لفرض رؤيتها وتصوراتها على التحالف في فترة ما؟
محللون أبدوا تخوفهم من أن هذا التحالف قد يكون نواة لتشكيل قوات برية لمحاربة داعش بريا، بصورة يستفيد منها الولايات المتحدة وأوربا، وإن كان أحد أبرز إنجازاته عزل إيران وروسيا وكشف زيف زعم محاربتهما الإرهاب.