تداول نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي، صوراً قالوا إنها من مناورات عسكرية ضخمة، أجراها تنظيم "داعش" في صحراء نينوى العراقية.
وتساءل المغردون، عن سبب عدم استهداف التحالف الدولي المكون من أكثر من 60 دولة بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، للتنظيم أثناء قيامه بهذه المناورات، فيما تقصف روسيا قوافل الإغاثة في سوريا.
وغرد حساب "مزمجر"، الشهير على تويتر، وهو حساب لمقاتل سلفي معروف بانتقاده تنظيم "داعش" وسلوكيات التنظيمات الجهادية عموماً، قائلاً: "في غفلة من طائرات 65 دولة (التحالف و روسيا)، داعش يجري مناورات عسكرية ضخمة بالذخيرة الحية في صحاري نينوى العراقية".
وأضاف: "بينما كانت طائرات الروس والحلفاء تغير على قافلات الإغاثة للشعب السوري كانت داعش تقيم مناورات عسكرية ضخمة في أمن تام!".
وأظهرت الصور، التي حملت شعار أحد المراكز الإعلامية التابعة للتنظيم، مقاتلين يحملون رايات "داعش"، ودبابات ومدرعات ثقيلة في أراض مكشوفة، فيما كتب على إحدى الصور: "مناورات عسكرية للواء الفاروق المدرع".
استغلال الحرب على الإرهاب
فيما أشار ناشطون آخرون أن "فزاعة الإرهاب" باتت ذريعة مفضلة لأي دولة ونظام يريد تحقيق أهداف عدوانية ليختبئ خلف شعار محاربة الإرهاب. فالربيع العربي تم تحويله لأسوء مرحلة تاريخية معاصرة تواجهها الشعوب العربية بذريعة محاربة الإرهاب. نظام السيسي وأبوظبي يدفعان لتشكيل قوة عربية غازية بذريعة مكافحة الإرهاب، استعداء الشعوب والتيارات العربية المعارضة وخاصة الإسلامية تذرعا بالإرهاب.
واشنطن ولندن تحتلان العراق وأفغانستان 2003 وما قبلها، بذريعة محاربة الإرهاب، روسيا تشن عدوانا على سوريا بذات الذريعة، لندن وباريس يشنون عدوانا على سوريا ويمهدون لضرب ليبيا والذريعة داعش، والتنظيم يزداد قوة ونفوذا ويتمدد على أرض الواقع، والشعوب العربية وحرياتها وحقوقها ضائعة بين جماعات العنف وأنظمة القمع العربية ودول تحاول إعادة تاريخها الاستعماري الأسود.
لماذا الآن
ويرى متابعون للجماعات الجهادية أن توقيت إجراء المناورات تم بعناية فائقة إذ زادت في الأيام الأخيرة التصريحات الرسمية أمريكيا بشأن إطلاق عملية برية واسعة النطاق ضد التنظيم وتأكيد وزير الشوؤن الخارجية أنور قرقاش أن أبوظبي سوف تكون جزءا من هذه الحرب وهو ما دفع التنظيم لإجراء هذه المناورات من باب الاستعراض العسكري والتأثير على القرار السياسي لهذه الدول في إرسال قوات خليجية وعربية سنية لقتال التنظيم السني، وفق ما ترى واشنطن أنه يجب أن يقاتل السنة السنة بذريعة منع حرب طائفية في المنطقة.
ومع ذلك يستعبد مراقبون أن تتراجع أبوظبي عن المشاركة في حرب برية ضد داعش إذ أكدت على المشاركة خلافا لرغبة الشعب الإماراتي ومصالحه فيما واشنطن لن تتراجع أيضا كون القوات الأمريكية لن تشارك بريا كما أكد أوباما مؤخرا مراعيا مشاعر وحساسيات الشعب الإمريكي من الحرب في العراق وسوريا وهو يفتقده الإماراتيون ودول عربية أخرى من جانب حكوماتهم.