استجابت أبوظبي بعد بضع ساعات للدعوة التي أطلقها الرئيس التركي لتطوير علاقات بلاده مع دولة الإمارات مؤكدا أن العلاقات حتى وقت قريب كانت قوية جدا غير أن موقف أنقرة من عدم الاعتراف بنظام الانقلاب في مصر أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين من جانب أبوظبي، أي أنها هي التي جعلت موقف تركيا من نظام السيسي أحد محددات علاقاتها الخارجية.
جاء الرد الإماراتي على دعوة أردوغان على لسان أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدات على «تويتر»، والذي تضمن اعترافا من جانب أبوظبي من أن سبب تأزم العلاقات مع أنقرة ليس لمشكلة وطنية أو لأزمة ثنائية بين الجانبين وإنما بسبب طرف ثالث" وهو نظام السيسي.
قرقاش قال، "إنه "آن الأوان لتجاوز الخلاف التركي الإماراتي بسبب التطورات المصرية"، مضيفا، "والإشارات الإيجابية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول علاقات بلاده مع دولة الإمارات مرحب بها، ومن الضروري البناء عليها".
وأكد قرقاش قائلا، "والخلاف التركي الإماراتي حول التطورات المصرية آن الأوان لتجاوزه، والمنطقة لا تتحمل مثل هذه الخلافات"، ولكن قرقاش رهن طي صفحة الخلافات مع أنقرة على قاعدة وشرط الاعتراف بالواقع الراهن في مصر، قائلا، "مصر من مفاتيح الاستقرار، وشعبها قرر مساره"، وهو ما يعني أن أبوظبي تريد من أردوغان التسليم بالانقلاب، وهو ما يعتبر محاولة أبوظبي للتدخل في كيفية تحديد تركيا سياساتها وعلاقاتها، وتقدم ما هو أقرب لمنطق الصفقة التي كشفت صحيفة الغارديان مؤخرا نماذج منها، إذ تبين أن هناك استخدام موسع للمال السياسي والضغوط الاقتصادية من جانب أبوظبي مع دول العالم، وها هي تكرر ذات الأسلوب مع أنقرة.
وختم قرقاش، "العلاقات الطيبة والإيجابية مع أنقرة هي ما ننشده"، وكرر الشرط بتعبير آخر، قائلا، "والأساس احترام الشأن العربي من خلال مبدأي السيادة وعدم التدخل، والذي يجب أن يحكم تصرفاتنا".
وتؤكد الحكومة التركية أنه ليس لها أي نوع من التدخل في مصر وأن موقفها إنساني يتعلق باستقبال بعض المصريين لجأوا لأراضيها بعد الانقلاب فضلا عن رفض الانقلاب العسكري سواء وقع في مصر أو أي دولة أخرى.
ويرى ناشطون أن أبوظبي تطالب تركيا بما تقوم هي به في تدخلاتها التي لا تتوقف في ليبيا واليمن ومصر وتونس وفي معظم الساحات الخليجية والعربية معتبرين أن الدور الذي تقوم به أبوظبي في العلاقات الدولية تجاوز الاتهامات إلى الوثائق والحقائق، فكيف تكون على هذا المستوى الواضح من التناقض من جهة، وكيف تقبل برهن سياسة الدولة وعلاقتها مع أي دولة أخرى، على دولة ثالثة، في سلوك سياسي ودبلوماسي لا تمارسه أي دولة في العالم، يستنكر ناشطون.