أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

«B.S»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 13-12-2015


في لجنة تحكيم كانت تراجع عدداً من الأعمال الفنية المكتوبة بالخطوط العربية الجميلة، قدم لنا أحد المشاركين لوحة لا علاقة لها لا بالفن ولا بالخط ولا بالعرب، كانت عبارة عمّا يسميه إخواننا الشوام «خرابيش جاج»، لا لون ولا شكل ولا رائحة، هل رأيتم لوحة رائحتها كريهة؟ وكان مطلوباً منا أن نقوم بإعطاء كل متسابق حين يمر علينا الرأي النهائي في عمله، ونصيحة لمستقبله. اتفقنا جميعاً على إبلاغه بأن يحاول تعلم الطبخ، أو الاشتراك في أحد البرامج الغنائية، أما الخط العربي فليس مجاله إطلاقاً!

 

حين دخل علينا المتسابق، ولما كنت أحب الالتزام بالاتفاقات التي أعقدها مع الزملاء، أخبرته بأن كل ما كتبه هاشم البغدادي وحامد الآمدي وصلاح شيرزاد يتضاءل أمام موهبته الفنية، حدثته متحمساً كيف أنه سيعيد الأمجاد لجمالية خط النسخ والثلث والديواني، بكيت وأنا أشرح له عبقرية اختيار الألوان، تحمست ووضعت إصبعي على اللون البني وأنا أقول له إن لوحته ناطقة، فوّاحة وطعمها لذيذ.

 

الزملاء بدورهم لم يصدموا وينظروا لي كما ننظر للمنافقين، بل كانوا يكتفون بإيماءة من رؤوسهم، ونوع من الهمهمة الموافقة، خرج المتسابق سعيداً، ورفدنا الأمّة بمغفل آخر في غير مجاله، ولكنه سيصرّ على الاستمرار فيه، لأن أحداً لم يجرؤ على إهدائه كتاباً للطبخ وإبلاغه بأن عمله قبيح.

تذكرت وأنا أعود إلى المنزل مطمئناً لقيامي بدوري كمواطن عربي صالح، مدرساً أجنبياً سخيفاً كنا نعرض عليه أعمالنا في الجامعة، كان يقول للبعض بعد إلقاء أعمالهم في سلة مهملات كبيرة إلى جواره:

.«That’s a B.S»

ولما كانت إنجليزيتنا «على أدنا»، كنا نعتقد بأن أعمالنا «Bad Stuff»، ولكن الحق يقال إنه وبمجرد إلقاء العمل الأول في سلة القمامة، فقد كانت المعلومة تصل بأن هذا ليس مجالك، ابحث عن مجال آخر.

السؤال هو: كم عدد الفنانين في المجالات المختلفة من مطربين وممثلين ومخرجين ورسامين وخطاطين وروائيين وشعراء يمثلون زائدة دودية في مجالاتهم فقط؛ لأن أحداً لم يجرؤ على إخبارهم بأن أعمالهم عبارة عن «B.S»، وأن عليهم البحث عن مجال آخر، خصوصاً في بداياتهم حين يكون التغيير سهلاً؟

لا أعرف السبب، هل هو الخوف من أن يخلط المُنتَقد بين رأي الآخرين المهني ونظرتهم الشخصية، بحيث تتشكل عداوة بسبب رأي فني؟ هل هو عموم ضعف شخصياتنا كعرب، وعدم قدرتنا على قول «لا» للآخر؟ هل هي طيبة وخوف من كسر قلوب الآخرين؟! لست أدري، ولكن إذا استمر الأمر فالمشهد الثقافي والفني سيمتلئ في القريب العاجل بالكثير والكثير من الـ«Bad stuff»!