أحدث الأخبار
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد

«B.S»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 13-12-2015


في لجنة تحكيم كانت تراجع عدداً من الأعمال الفنية المكتوبة بالخطوط العربية الجميلة، قدم لنا أحد المشاركين لوحة لا علاقة لها لا بالفن ولا بالخط ولا بالعرب، كانت عبارة عمّا يسميه إخواننا الشوام «خرابيش جاج»، لا لون ولا شكل ولا رائحة، هل رأيتم لوحة رائحتها كريهة؟ وكان مطلوباً منا أن نقوم بإعطاء كل متسابق حين يمر علينا الرأي النهائي في عمله، ونصيحة لمستقبله. اتفقنا جميعاً على إبلاغه بأن يحاول تعلم الطبخ، أو الاشتراك في أحد البرامج الغنائية، أما الخط العربي فليس مجاله إطلاقاً!

 

حين دخل علينا المتسابق، ولما كنت أحب الالتزام بالاتفاقات التي أعقدها مع الزملاء، أخبرته بأن كل ما كتبه هاشم البغدادي وحامد الآمدي وصلاح شيرزاد يتضاءل أمام موهبته الفنية، حدثته متحمساً كيف أنه سيعيد الأمجاد لجمالية خط النسخ والثلث والديواني، بكيت وأنا أشرح له عبقرية اختيار الألوان، تحمست ووضعت إصبعي على اللون البني وأنا أقول له إن لوحته ناطقة، فوّاحة وطعمها لذيذ.

 

الزملاء بدورهم لم يصدموا وينظروا لي كما ننظر للمنافقين، بل كانوا يكتفون بإيماءة من رؤوسهم، ونوع من الهمهمة الموافقة، خرج المتسابق سعيداً، ورفدنا الأمّة بمغفل آخر في غير مجاله، ولكنه سيصرّ على الاستمرار فيه، لأن أحداً لم يجرؤ على إهدائه كتاباً للطبخ وإبلاغه بأن عمله قبيح.

تذكرت وأنا أعود إلى المنزل مطمئناً لقيامي بدوري كمواطن عربي صالح، مدرساً أجنبياً سخيفاً كنا نعرض عليه أعمالنا في الجامعة، كان يقول للبعض بعد إلقاء أعمالهم في سلة مهملات كبيرة إلى جواره:

.«That’s a B.S»

ولما كانت إنجليزيتنا «على أدنا»، كنا نعتقد بأن أعمالنا «Bad Stuff»، ولكن الحق يقال إنه وبمجرد إلقاء العمل الأول في سلة القمامة، فقد كانت المعلومة تصل بأن هذا ليس مجالك، ابحث عن مجال آخر.

السؤال هو: كم عدد الفنانين في المجالات المختلفة من مطربين وممثلين ومخرجين ورسامين وخطاطين وروائيين وشعراء يمثلون زائدة دودية في مجالاتهم فقط؛ لأن أحداً لم يجرؤ على إخبارهم بأن أعمالهم عبارة عن «B.S»، وأن عليهم البحث عن مجال آخر، خصوصاً في بداياتهم حين يكون التغيير سهلاً؟

لا أعرف السبب، هل هو الخوف من أن يخلط المُنتَقد بين رأي الآخرين المهني ونظرتهم الشخصية، بحيث تتشكل عداوة بسبب رأي فني؟ هل هو عموم ضعف شخصياتنا كعرب، وعدم قدرتنا على قول «لا» للآخر؟ هل هي طيبة وخوف من كسر قلوب الآخرين؟! لست أدري، ولكن إذا استمر الأمر فالمشهد الثقافي والفني سيمتلئ في القريب العاجل بالكثير والكثير من الـ«Bad stuff»!