أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

المقارنة في زمن الحداثة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 10-12-2015


لا أميل إلى إجراء المقارنات بين الناس أو الاعتقاد بأن العمر يرجح كفة كبار السن دائما، لأن سنوات العمر - حسب ظن البعض - تمنحهم امتيازات مضمونة كالخبرة والمعرفة والحكمة والنضج وووو الخ، وهو ما لا يتوافر للشباب أو صغار السن، وعليه يعتقد بعض الكبار أنهم في أي مقارنة أو موقف مع الصغار لابد أن يكسبوا هم نقاطاً أكثر، وأن يكونوا هم الأفضل والأنجح والأعلم والأشهر وجميع الصفات على وزن أفعل المبالغة !! والحقيقة أن هذه نصف الحقيقة أو جزء منها، وليست كلها بطبيعة الحال، فالتعميم لا يصح في أي شيء فليس كل الكبار حكماء ولا كل الشباب طائشون أو لا يملكون أدوات المعرفة !

إن الاعتقاد بحكمة الكبار ونضجهم وفهمهم المطلق والدائم اعتقاد غير صحيح دائماً، ومثله التأكيد على ضحالة الصغار وعدم امتلاكهم للحكمة والمعرفة والفهم، فلو أنصتنا لهم جيدا لأمكننا معرفة الكثير فقط لو تبادلنا الأدوار وأعطيناهم فرصة قيادة النقاشات وعرض التجارب، هذا كله لا يعني بالتأكيد أن الآباء والمعلمين أقل حكمة أو معرفة، لكن المقصود هو أننا أحياناً نظلم الشباب حين نجعل العمر حكماً ومقياساً نستخدمه ضدهم على طول الخط!

العلم والخبرة والعلاقات والأسفار والقراءة، وغيرها، تمنح الإنسان ما نسميه في نهاية المطاف مجموعة المعارف ودرجة الوعي التي يتمتع بها، لكن ابناءنا اليوم أتيح لهم من الفرص والإمكانات المادية والثورة التقنية ووسائل التواصل وانفجار المعرفة والإعلام، ما يجعلهم يختصرون الكثير من السنوات ليصلوا للنضج والمعرفة في زمن أقل من ذلك الزمن الذي احتاج إليه آباؤهم ومعلموهم، خاصة في حقول التكنولوجيا ومستلزمات الحياة المعاصرة، لا تنسوا أن الإنسان ابن زمانه وليس ابن أزمنة أهله السابقة!

تبقى منظومة القيم والقضايا الأيديولوجية التي يحتج بها الكبار للتأكيد على افضليتهم على جيل اليوم، وهي مسألة يفصلها الفيلسوف الفرنسي وعالم الاجتماع جيل ليبوفيتسكي الذي يقول في كتابة (أزمنة الحداثة) «إن مجتمع الحداثة الفائقة مجتمع يتميز بالحركة والتدفق والمرونة والاستهلاك بلا حدود: الاستهلاك لأجل المتعة».

فضلاً عن أنه يبتعد عن المبادئ العظيمة التي هيكلت الحداثة أكثر من أي وقت مضى.

وفي حين أن الفرد الفائق الحداثة يجري توجيهه نحو اللذة الدنيوية والمتعة، إلا أنه أيضاً يمتلئ بنوع من الخوف والقلق الذي يتأتى من العيش في عالم ينزلق بعيداً عن التقاليد، ويواجه مستقبلاً غامضاً..

إنهم أفراد أكثر تعليماً وأكثر تدريباً ولكنهم أكثر تحطماً أيضاً.

إنهم بالغون وناضجون ولكنهم غير مستقرين وقلقون.

فضلاً عن أنهم أقل تمسكاً بالأيديولوجيا في الوقت الذي هم فيه أكثر اتباعا لتغيرات الموضة، أكثر انفتاحاً ولكنهم أسهل تأثرا، أكثر انتقادا لكنهم أيضا أكثر سطحية، أكثر شكَّا وأكثر غموضاً. ولم يعد هناك أي نظام إيماني يمكن اللجوء إليه للطمأنينة والسكون». باختصار تلك هي أيام الحداثة الفائقة»!