أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

«عيال الإنجليز..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 03-12-2015


خلال الثمانينات كانت هناك تلك العلامة التجارية الشهيرة لسلسلة متاجر أجنبية.. في العادة تؤمها الجاليات الأجنبية الشقراء والذين كانوا بالنسبة للمجتمع كلهم «إنجليز».. سواء كانوا «إنجليز» فعلاً، أم «سكوتش»، أم فرنسيين، أم ألمانيين، أم بولنديين، أو حتى أستراليين، الجميع في عرف العرب «إنجليز».. وكان المشوار إليها مهماً جداً لمعظم العائلات العربية لمرة واحدة أسبوعياً على الأقل.. فالعائلات التي ليست عائلات حقيقية، ولكنهم مجموعة من العزاب، قرروا استئجار فيلا نائية كانوا يذهبون إليها من أجل «القواطي» الخضر.. والعائلات الحقيقية كانت تذهب لشراء بعض المنتجات التي لا توجد في جمعية الفريج.

كانت الكلمة التي يجب أن نسمعها كلما ذهبنا في المشوار الأسبوعي لذلك «السوبرماركت» هي: «شفوا عيال الإنجليز.. متى تتعلمون منهم!).. لذا بالطبع فلديّ ولدى جيلي عقدة حقيقية من عيال الإنجليز، الذين بكل صراحة لا نتفق معهم في أشياء كثيرة، لم أكن أفهم تلك القدرة الهائلة لديهم على رؤية المنتجات، دون أن يعبروا عن رغبتهم الطفولية في أن يطلبوا من والديهم شراءها.. ولا كمية ضبط النفس التي تمنعهم من العبث بأزرار جهاز إلكتروني معروض على أحد الأرفف.. كيف يمكن لطفل أن يرى غسالة نظيفة من الداخل معروضة للبيع، ولا يقوم بتجربة النوم فيها على طريقة «العتاوة» و«قطاو» الفريج.. هل يعتبر الطفل الذي يمر بجوار تلك الآنسة التي توزع نماذج من حلوى الجيلاتين، ولا يأخذ منها «كمشة» وبكتفي بقول: «ثانك يو» طفلاً طبيعياً..؟!

«شفوا عيال الإنجليز».. تتكرر العبارة في المطارات.. كل منهم - وتسألوني لماذا نتطرف؟! - يضع على ظهره حقيبته التي تحوي أدواته الشخصية.. يروننا نركض على «سير الشنط».. نهرب من موظفي الجوازات.. نركل كلب تلك السيدة، التي ستأخذه في رحلتها الصيفية إلى أوروبا، بينما سيصيف نصف عيال الفريج في صلالة.. لا يتحرك عيال الإنجليز أي حركة، بخلاف الجدول المرسوم لهم.. كان الأمر مؤذياً من الناحية النفسية لنا بشكل حقيقي، لذلك كنا نحاول إقناع أنفسنا من ناحية عقدية بأننا الأفضل.

كبرنا وذهبنا إلى عيال الإنجليز وتعلمنا لديهم وعدنا.. وعادوا هم أنفسهم بعدنا بحثاً عن حياة أفضل.. لكن ما الذي ذكّرني بتلك السنوات المؤلمة وهذا التاريخ؟!.. الحقيقة إنني أراقب الجيل الجديد من عيالنا وعيال الإنجليز، وأعتقد أن هناك أمراً ما ليس على ما يرام، هناك أمر يتغير..!

الصورة تنقلب.. من ضمن مشاهداتي الأخيرة بدأت ألحظ أن عيالنا أصبحوا مؤدبين وراكزين بشكل عام، بينما أرى عيال الإنجليز هم من يستنسخ طفولتنا المعقدة في تصرفاتهم في المناطق العامة! هناك أمرٌ يتغير في هذا العالم.. أمر لا أعرفه!

فإما أنهم سينظمون بطولة مقناص في ميدان «الطرف الأغر»، وإما أننا سنلعب الكريكيت في نادي الشعب!